يسير. قال: "وغريب الحديث" فيه أقل من مائتي حرف سَمعت، والباقي قال
الأصمعي، وقال أبو عمرو: فيه خمسة وأربعون حديثًا لا أصل لها، أُتي فيها
من أبي عبيدة معمر بن المثنى. وقال ابن درستويه: أبو عبيد من النحويين على
مذهب الكوفيين ورواة اللغة والغريب عن البصريين والكوفيين والعلماء بالقراءات
ومن جَمَع صنوفًا من العلم وصنف الكتب في كل فن. إلى أن قال: كان ذا
فضل ودين وستر ومذهب حسن. روى عن أبي زيد الأنصاري وأبي عبيدة
والأصمعي واليزيدي (وابن) (?) الأعرابي، وأبي زياد الكلابي، وأبي عمرو
الشيباني، والكسائي والفراء وروى الناس من كتبه المصنفة بضعة وعشرين كتابًا
في القرآن والفقه وغريب الحديث، والغريب المصنف، والأمثال، (ومعاني
القرآن) (?)، ومعاني الشعر، وله كتب لم يروها قد رأيتها في ميراث بعض
الطاهريين تُباع كثيرة في أصناف الفقه كله. قال: وبلغنا أنه كان إذا صنف كتابًا
أهداه إلى عبد الله بن طاهر، فيحمل إليه مالا خطيرًا. وقد سبق إلى جميع
مصنفاته فمن ذلك "الغريب المصنف" وهو من أجل كتبه احتذى فيه كتاب النضر
ابن شميل الذي يسميه كتاب ("الصفات" وبدأ فيه بخلق الإنسان
ثم ختم بخلق الفرس ثم بالإبل وهو أكبر من كتاب) (?) أبي عبيد وأجود، ومنها
كتاب "الأمثال" وقد سُبق إليه. وكتاب "غريب الحديث" وأول من عمله أبو
عبيدة، وقطوب، والأخفش، والنضر بن شميل، ولم يأتوا بالأسانيد، وعمل
أبو عدنان النحوي كتابًا في ذلك بالأسانيد وكذلك كتابه في "معاني القرآن"
وذلك أن أول من صنف في ذلك أبو عبيدة معمر بن المثنى، ثم قُطرب، ثم
الأخفش، وصنف من الكوفيين الكسائي، ثم الفراء فجمع أبو عبيد من كتبهم
وجاء فيه بالآثار وأسانيدها وتفاسير الصحابة والتابعين والفقهاء وروى النصف
(منه) (?) ومات، وأما كتبه في الفقه فعمد إلى مذهب مالك والشافعي فتقلد أكثر
ذلك وأتى بشواهده وجمعه من رواياته واحتج فيها باللغة والنحو فحسنها بذلك،
[وله] (?) في القراءات كتاب جيد ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله. وكتابه