فرأيت كأن الله جمع له علم الأولين من كل صنف يقول ما شاء ويمسك ما شاء.
وقال أحمد بن كامل القاضي: كان أبو عبيد فاضلا في دينه ربانيًّا، مفتيًا في
أصناف (من علوم الإسلام) (?) من القرآن والفقه والأخبار والعربية، حسن
الرواية صحيح النقل، لا أعلم أحدًا من الناس طعن عليه في شيء من أمره
ودينه وقال عبد الله بن أحمد: عرضت كتاب "غريب الحديث" لأبي عبيد على
أبي فاستحسنه وقال: جزاه الله خيرًا. وقال أحمد بن يوسف التغلبي: لما عمل
أبو عبيد كتاب "غريب الحديث" عرض على عبد الله بن طاهر فاستحسنه وقال:
إن عقلا بعث صاحبه على عمل هذا [لحقيق] (?) أن لا يخرج إلى طلب المعاش.
فأجرى له عشرة آلاف درهم (في) (?) كل شهر، وفي رواية: أجرى عليه
(في) (?) كل شهر خمسمائة درهم. وهذا أصح. وقال مكرم بن أحمد: قال
إبراهيم الحربي: كان أبو عبيد (يحسن كل شيء إلا الحديث صناعة
أحمد ويحيى، وكان أبو عبيد) (?) يؤدب غلامًا في شارع بشر، ثم اتصل بثابت
ابن نصر الخزاعي، ثم ولي ثابت طرسوس، فولَّىَ أبو عبيد القضاء بطرسوس،
ولما صنف احتاج أن يكتب عن يحيى بن صالح وهشام بن عمار، وأضعف كتبه "
كتاب الأموال" يجيء إلى باب فيه ثلاثون حديثأوخمسون حديثًا أصلًا: عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - فيجيء بحديث حديثين يجمعهما من حديث الشام، ويتكلم في
ألفاظهما وليس له مثل "غريب المصنف"، قال: وانصرف أبو عبيد فمر بدار
إسحاق الموصلي، فقالوا له: صاحب هذه الدار (يقول) (?): إن في كتابك
"غريب المصنف" ألف حرف خطأ. فقال: كتاب فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه
ألف ليس بكثير، ولعل إسحاق عنده رواية، وعندنا رواية فلم يعلم، والروايتان
صواب، ولعله أخطا في حروف [وأخطأنا] (?) في حروف، فيبقى الخطأ شيء