قال. لأنه لو أراد أن يقول مثل ما (قلنا) (?) لتال، ولسنا نقدر أن نقول مثل
قوله. وقال [حلبس] (?) بن الكلبي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة قال:
لقيني عمران بن حطان فقال: يا أعمي، إني عالم بخلافك غير أنك رجل
تحفظ، فاحفظ عني هذه الأبيات:
حتى متى تُسقى النفوس بكأسها ... رَيْبَ المنونِ وأنت لاهِ ترتعُ
أَفَقَدْ رضيتَ بأنْ تُعلَّلَ بالمُني ... وإلى المنَّيةِ كلَّ يومٍ تُدْفَعُ
أحلامُ نومٍ أو كظل زائلٍ ... إنَّ اللَّبيبَ بِمثْلها لا يُخدعُ
فَتَزَوَّدَنَّ ليومِ فقركَ دائبًا ... واجمَع لِنَفْسك لا لغيرِك تَجْمَعُ
قال ابن تانع: توفي سنة أربع وثمانين.
قلت (?): وكان قد مدح ابن ملجم على فعله الخبيث فقال:
يا ضربةً من تقيٍّ ما أراد بها ... إلَّا ليبلغَ من ذي العرشِ رِضوانا
إني لأذكُرُه (حينًا) (?) فأحسبه ... أوفي البريةِ عند اللهِ مِيزانًا
أَكرِمْ بقومٍ بُطونَ الطير أقبرهم ... لَمْ يخلطوا دينهم بغيًا وعدوانًا
فبلغ شعره عبد الملك بن مروان فأخذته حمية لعلي - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فنذر
دمه ووضع عليه العيون فبقي مدة في الاختفاء ثم هلك بعُمان، وقيل: إن
سفيان الثوري كان يتمثل بأبيات عمران بن حطان هذه:
أرى أشقياءَ الناسِ لا يسْأَمونها ... على أنَّهم فيها عراةٌ وجُوَّعُّ
أراها وإن كانت تحب ُّفإنها ... سحابةُ صيف عن قليل تَقَشَّعُ
كركبٍ قَضَوْا حاجاتِهِمِ وترحلوا ... طريقُهُمُ بادي العَلَامةِ مَهْيَعُ