بُويع بعد مقتل عُثمان، وتخلَّف عن (بيعته) (?) (نَفَرٌ فلم يكرههم،

وقال: أولئك قومٌ قعدوا عن الحَق، ولم يقوموا مع الباطل، وتخلَّف عن

بيعته) (?) معاوية، وأهل الشَّام، فكان بينهم موقعة صفين بعد الجمل ما كان،

تغمد الله الجميع بالغفران، ثم خرجت عليه الخوارج وكفَّروه، وكَلَّ من معه إذ

رضي بالتحبهيم، وقالوا: حكَّمت الرَّجال والله يقول: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} (?)؟

[ثم] (?) نَصَبُوا رايةَ الخلاف، وسَفكُوا الدِّماءَ، وقطعوا السُّبُلَ، فخرج إليهم

ورامَ رجعتهم، فأبوا إلا القِتالَ، فالتقاهم بالنَّهروان، وظفر بهم، واستأصل

جُمهورهم، فانتدبَ له من بقاياهم عبد الرحمن بن مُلْجِم المَرادي حليف لهم

وهو من السُّكُون، وقيل: من حِمْيَر، وكان فاتكًا مَلْعَونًا فقتلَهُ ليلة الجُمعة

لثلاث عشرة ليلة. وقيل: لإحدى عشرة ليلة خلت- وقيل: بقيت- من

رمضان سنة أرلعين.

وقال أبو الطُّفيل، والشَّعْبيُّ، وغيرهما: قُتِلَ لثماني عشرة ليلة مضت من

رمضان، وقُبِضَ في أول ليلة من العشر الأواخر.

واختُلِفَ في موضوع دفنه، فقيل: دُفِنَ في قَصْر الإِمارة [3/ ق 55 - ب]

بالكوفة، وقيل: دُفنَ في رَحبة الكُوفة، وقيل: دُفِنَ بنجف الحِيرة.

وعن أبي جعفر الباقر: أنَّ قَبْر علي جُهِلَ.

واختُلِفَ في مبلغ سنه؛ فقيل: سبع وخمسُون، وقيل: ثمان وخمسُون.

وقال أبو نعيم، وغيره: ثلاث وستون.

قال ابن عبد البر: أحسن ما رأيت فى صفته أنه كان ربعة من الرجال،

أدْعَج العينين، عظيم البطن، عريضَ المنكبين، ششن الكفين، أغيد كأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015