وقيل: لَمَّا قَدِم على النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نزع وسادة كانت تحته، (وألقاها) (?) له حتى

جلس عليها، وسأله عن أشياء فأجابه عنها، ثم أسلم وحَسُنَ إسلامه، ورجع

إلى بلاد قومه، فلما ارتدت العرب ثبت عَدِي وقومه على الإسلام، وجاء

بصدقاتهم إلى الصِّديق، وقد حضر فتح المدائن، وشَهِدَ مع علي حروبه.

وروى الواقدى ي عن عُتْبَة بن (جَبِيرة) (?)، عن حُصَيْن. بن عبد الرَّحمن بن

عَمرو بن (سعد) (?) بن معاذ أن عديًّا قال لقومه: لا تَعْجلوا؛ (فإنه) (?) إن يقُم

لهذا الأمر قائم ألفاكم ولم [تفرقوا] (?) الصدقة، وإن كان الذي تظنون فلعمري

إن أموالكم بايديكم. فَسَكَّتهم بذلك، وأمر ابنَهُ أن يسرح نَعَمَ الصدَقة، فإذا

كان المساء روحها، وإانه جاء بها ليلةً (عشاءً) (?) فضربه، وقال: ألا عجلت

بها. ثم أراحها الليلة الثانية فوق ذلك قليلا، فجعل [يضربه] (?) ويكلمونه فيه،

فلما كان اليوم الثالث، قال: يا بني إذا سرحتها فصح في إدبارها [وأُتمَّ] (?) بها

المدينة فإن لَقِيك لاقٍ فقل: أريد الكلأ تَعَذَّرَ علينا ما حولنا، فلما جاء الوقت

الذي كان يُروح فيه، لَمْ يات فجعل أبوه يَتَوقَّعه، ويقول لأصحابه: العَجَبُ

لحبس ابني. فيقول بعضهم: نخرج يا أبا طريف فنتبعه، فيقول: لا والله،

فلما أصبح تهيَّأ ليغدو، فقالوا: نغدو معك. قال: لا يَغْدون معي منكم أحد؛

إنكم إن رأيتموه حِلْتم بيني وبينه أن أضربه، وقد عَصَى أمري. وأسرع على بعيرٍ

له حتى لحق ابنه، ثم حدر النَّعَم إلى المدينة، فلما كان ببطن قناة لقيته خيل

لأبي بكر، فلما نظروا إليه ابتدروه (وأخذوه) (?) وما معه، فكانت أول صدقة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015