عهدًا وأنا صابر نفسي عليه".
وقال ابن عمر: أذنب عثمان يوم التقى الجمعان ذنبًا عظيمًا فعفا الله عنه،
وأذنب فيكم ذنبًا صغيرًا فقتلتموه.
بويع عثمان في أول سنة أربع وعشرين بعد دفن عُمر بثلاثة أيام، وقُتِلَ يوم
الجمعة سابع عشر ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وقيل: (قُتِلَ) (?) يوم
الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة، (وأقام) (?) مطروحًا إلى الليل، وخرج به
رهط فدفنوه ليلًا، وصلى عليه جُبَيْر بن مُطْعِم.
وقال الأعمش: عن ثابت بن عبيد، عن أبي جعفر الأنصاري، قال:
دخلت مع المصريين على عثمان، فلما ضَرَبُوه خرجتُ أشتد حتى ملأت نروجي
عَدْوًا حتى دخلت المسجد، فإذا رجل جالس في نحو عشرة عليه عمامة
سوداء، (فقال) (?): ويحك ما وراءك؟ قلت: قد والله فُرِغَ مبن الرجل!
فقال: تبًّا لكم آخر الدهر، فإذا هو عَليٌّ- رضي الله عنه.
وقال عروة: أرادوا أن يُصلُّوا على عثمان فُمُنِعوا، فقال رجل في قريش:
دعوه فقد صلَّى الله عليه وَرسُوله.
وقال عبد الملك بن الماجِشون، عن مالك قال: قُتِلَ وأُلْقي على مَزْبلة ثلاثة
أيام، فأتاه في الليل اثنا عشر رجلا، منهم: حُوَيْطب بن عبد العُزى، وحكيم
ابن حزام، وابن الزبير فاحتملوه، فلما صاروا به إلى المَقْبرة ليدفنوه، ناداهم
قوم من بني مازن: والله لئن دفنتموه هاهنا لنخبرنَّ الناس غدًا، فاحتملوه حتى
ساروا به إلى حشّ كَوْكَب فاحتفرُوا له، وكانت عائشة بنت عثمان
معها مِصْباح، فلما [أخرجوه] (?) ليدفنوه صاحت، فقال ابن الزبير: لئن لم
تسكتي (لأضربن) (?) الذي فيه عيناك.