الربيع فقال: يا أصمعي، كم كتابك في (الخيل) (?)؟ قلت: جلد. فسأل أبا
عبيدة عن ذلك، فقال: خمسون جلدًا. فأمر بإحضار الكتابين وأحضر فرسًا.
فقال لأبي عبيدة: اقرأ كتابك حرفًا حرفًا وضع يدك على موضع. قال: لست
ببيطار، إنما هذا شيء أخذته وسمعته من العرب. فقال: يا أصمعي، قم فضع
يدك على موضع موضع من الفرس، فقمت فحسرت عن ذراعي وساقي ثمَّ
وثبت، فأخذت بأذني الفرس ثمَّ وضعت يدي على ناصيته، وجعلت أقول هذا
كذا، وهذا كذا، وأنشد فيه، حتى بلغت حافره، فأمر لي
بالفرس.
وقال ابن دريد: (أنا) (?) أبو عثمان الأشنانداني قال: كان أبو عبيدة
يقول: كان الأصمعي بخيلا، وكان يجمع أحاديث البخلاء ويوصي بها ولده.
وقال محمَّد بن سلام الجمحي: كنا مع أبي عبيدة في جنازة ونحن بقرب دار
الأصمعي فارتفع منها ضجة، فبادر الناس ليعرفوا ذلك، فقال أبو عبيدة: إنما
يفعلون هذا عند الخبز، كذا يفعلون إذا فقدوا رغيفًا. رواها أبو خليفة الجمحي
عنه.
وعن الأصمعي قال: نلت ما نلت بالمُلَح. قال أبو العيناء: مات الأصمعي
بالبصرة سنة ثلاث عشرة ومائتين، كذا قال السيرافي عنه [و] (?) أما الصولي
فروى عن أبي العيناء قال: كنا في جنازة الأصمعي سنة خمس عشرة. وفيها
وَرَّخه خليفة، وقال محمَّد بن المثنى والبخاري: سنة ست عشرة ومائتين. قال
الخطيب: بلغني أن الأصمعي بلغ ثمانيًا وثمانين سنة، رحمه الله.
* عبد الملك بن كردوس. هو أبو عبد الدائم.
4232 - [د]: عبد الملك (?) بن (أبي) (?) كريمة الأنصاري مولاهم، أبو
(يزيد) (?) المغربي.