خيرًا ورعًا، مات ببغداد أول يوم من المحرم سنة ثمان وعشرين ومائتين،
ودُفن بباب حرب وهو ابن إحدى وتسعين سنة، وكان بصُرهُ قد ذَهَبَ.
وقال محمَّد بن محمَّد بن أبي الورد: قال لي مؤذن بشر الحافي: رأيت
بشرًا في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. فقلت: ما فعل بأحمد
ابن حنبل؟ فقال: غفر له. فقلت: ما فعل بأبي نصر التمار؟ قال: هيهات
ذاك في عِلِّيين. فقلت: بماذا نالَ ما لم تنالاه؟ قال: بفَقره وصَبره على بُنيَّاته.
قال شيخنا أبو الحجاج: ما أظن روى عنه [م] غير حديث، يعني: {يَوْمَ
يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (?) ثمَّ ساقه بطرق (?).
4221 - [كد س ق]: عبد الملك (?) بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة
الماجِشُون أبو مروان التَّيميُّ مولاهم، المَدَنيُّ، الفقيه، صاحب مالك،
وأحد الأئمة.
عن: أبيه، ومالك، وخاله (?) يوسف بن الماجشون، ومسلم بن خالد
الزَّنْجي، وإبراهيم بن سَعْد.
وعنه: سليمان بن داود (?) المَهْري، وعمرو بن علي الفلاس، ومحمد بن
يحيى الذهلي، وعلي بن حرب، وأحمد بن نَصْر النيسابوري المُقرئ، والزُّبير بن
بَكّار، وعبد الملك بن حبيب الفقيه، ويعقوب الفسوي، وعبد الرحمن وسعد ابنا
عبد الله بن عبد الحكم، وخلق.
قال مصعب الزبيري: كان في زمانه مفتي أهل المدينة. وقال ابن عبد البر:
كان فقيهًا فصيحًا دارت عليه الفُتيا في زمانه إلى موته، وعلى أبيه قَبْله، وهو فقيه
ابن فقيه، وكان ضريرًا، يقال: عمي في آخر عُمُره، وكان مُولعًا بسماع الغِناء
ارتجالًا وغير ارتجال.