وقال: كنت أجلس يوم الجمعة فإذا كثر الخلق فرحت، فإذا قَلُّوا حزنت،
فسألت بشر بن منصور فقال: هذا مجلس سوء لا تعد إليه، فما عدت إليه.
وقال عبد الرَّحمن بن (عمر) (?) رُسته: حدثني (يحيى) (?) بن
عبد الرَّحمن بن مهدي، أن أباه قام ليلة، وكان يحيي الليل كله، فلما طلع
الفجر رمى بنفسه على الفراش حتى طلعت الشمس ولم يصل الصبح، فجعل
على نفسه ألا يجعل بينه وبين الأرض شيئًا شهرين، [فقرح] (?) فخذاه جميعًا.
وقال إبراهيم بن زياد سبلان: قلت لعبد الرَّحمن بن مهدي فيمن يقول:
القرآن مخلوق؟ فقال: لو كان لي سلطان لقمت على الجسر فلا يمر بي أحد إلَّا
سألته فإذا قال: مخلوق، ضربت عنقه، وألقيته في الماء.
وقال أبو داود السجستاني: التقى وكيع وعبد الرَّحمن في المسجد الحرام بعد
العشاء، فتواقفا حتى سمعا أذان الصبح.
وقال عبد الرَّحمن بن عمر رسته: سمعت عبد الرَّحمن بن مهدي يقول
لفتى من ولد جعفر بن سليمان الهاشمي: بلغني أنك تتكلَّم في الرَّبِّ، وتصِفه
وتشبهه! قال: نعم، نظرنا، فلم نر من خلق الله شيئًا أحسن من الإنسان.
فأُخذ يتكلم في الصفة والمقامة. فقال: رويدك يا بني حتى نتكلم أول شيء في
المخلوق، فإن عجزنا فنحن عن الخالق أعجز، أخبرني عما حدثني شعبة، عن
الشيباني، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} (?)
قال: رأى جبريل له ستمائة جناح. قال عبد الرَّحمن: فصف لي خلقًا من خلق
الله له ستمائة جناح، فبهت الغلام. فقال: أنا أهون عليك وأضع عنك
خمسمائة وسبعة وتسعين جناحًا، صف لي خلقًا بثلاثة أجنحة، ركب الجناح
الثالث منه موضعًا حتى أعلم. قال: يا أبا سعيد، عجزنا عن صفة المخلوق،