فقربه من كل خير، وباعده من كل (سوء) (?) وأسعدنا به، وأصلحه لنفسه
ولنا. فقال موسى: رحمك الله أبا عبد الرحمن، كذلك لعمري
الظن بك.
وقال البرجلاني: حدثني محمد بن حرب المكي قال: قدم علينا العمري
الزاهد فاجتمعنا إليه، وأتاه وجره أهل مكة فرفع رأسه، فلما نظر إلى القصور
(المحدقة) (?) بالكعبة نادى باعلى صوته يا [أصحاب] (?) القصور المشيدة،
اذكروا ظلمة القبور الموحشة، يا أهل التنعم والتلذذ، اذكروا الدود والصديد،
وبلى (الأجسام) (?) في التراب، وغلبته عينه فنام.
وقال عمر بن شبة: ثنا أبو يحيى الزهري قال: قال عبد الله بن عبد العزيز
عند موته: بنعمة ربي أحدث، لو أن الدنيا أصبحت تحت قدمي لا يمنعني من
أخذها إلا أن أزيل قدمي عنها ما أزلتها، إني لم أصبح أملك إلا سبعة دراهم من
لحي شجر فتلته بيدي.
وقال المسيب بن واضح: سمعت أبا عبد الرحمن العمري الزاهد وهو في
مسجد منى قائم إلى جنب المنبر يشير بيده ويقول:
لله دَرُّ ذوي العقول ... والحرصُ في طلب الفضولْ
سُلابُ أَكْسِيَة الأرا ... مل واليتامى والكهولْ
والجامِعِين المكثريـ ... ن من الجِبَاية والغُلولْ
وَضَعْوا عقولهمُ من الـ ... دنيا بمدرجة السُّيولْ
ولهُوا بأطراف الفرو ... ع وأَغْفلوا علم الأصُولْ
وتَتَبَّعُوا جمع الحطا ... م وفارقوا أَثَرَ الرَّسُولْ
3448 - [خت ت]: عبد الله (?) بن عبد القدوس التميمي السعدي الرازي.