وسلمة بن كهيل، وحبيب بن أبي ثابت، وأبا معشر كلهم يقول: لم أر مثل
طلحة، (أو ما) (?) أدركت مثل طلحة، وقد رأوا أصحاب عبد الله.
وقال شعبة: كنت في جنازة طلحة بن مصرف، فقال أبو معشر: ما ترك
بعده مثله، وأثنى عليه.
وقال عبد الله بن إدريس: ما رأيت الأعمش يثنى على أحدٍ أدركه إلا على
طلحة بن مصرف.
قال ابن إدريس: كانوا يسمونه سيد القراء.
وقال الحسن بن عمرو الفقيمي: قال طلحة بن مصرف: لولا أني على
وضوء لحدثتكم بما تقول الرافضة.
قال أحمد العجلي: كان يحرم النبيذ، وكان عثمانيًا يفضل عثمان على
علي، رضي الله عنهما، وكان من قراء أهل الكوفة وخيارهم. اجتمع قراء أهل
الكوفة في منزل الحكم بن عتيبة، فأجمعوا على أن أقرأ أهل الكوفة طلحة بن
مصرف فبلغه ذلك، فغدا إلى الأعمش يقرأ عليه ليذهب عنه ذلك [2/ ق 102 - ب]
الاسم.
وقال عبد الملك بن سعيد بن أبجر: ما رأيت مثل طلحة بن مصرف، وما
رأيته في قوم قط إلا رأيت له الفضل عليهم.
قلت: قال فضيل بن غزوان: قيل لطلحة بن مصرف لو ابتعت طعامًا
فربحت قيه. قال: إني لأكره أن يعلم الله من قلبي غلاًّ (على المسلمين) (?).
وقال فضيل بن عياض: بلغني عن طلحة أنه ضحك يومًا، فوثب على نفسه
فقال: فيم الضحك! إنما يضحك من قطع الأهوال وجاز الصراط، ثم قال:
آليت ألا أفتر ضاحكًا حتى أعلم بم تقع الواقعة، فما رئي ضاحكًا حتى صار
إلى الله.
وقال أبو جناب الكلبي: سمعت طلحة يقول: شهدت الجماجم فما رميت
ولا طعنت ولا ضربت، ولوددت أن هذه سقطت من هاهنا ولم أكن أشهدها.