الرسول فقال: المال الذي بعث به إليك الأمير. قال: ما قبضت (منه) (?)
شيئًا. فرجع الرسول فأخبرهم، فعرفوا أنه صادق فقيل: انظروا الذي ذهب بها
فابعثوا إليه، فقال: المال الذي جئتك به يا أبا عبد الرحمن. قال: هل قبضت
منك شيئًا؟ قال: لا. فقيل له: (هل) (?) تدري أين وضعته؟ قال: نعم في
تلك الكوة. قال: فانظر حيث وضعته. فمد يده فإذا هو بالصرة قد بنت عليها
العنكبوت. قال: فأخذها فذهب بها إليهم.
قال ابن عيينة: حلف لنا إبراهيم بن ميسرة وهو مستقبل الكعبة: ورب هذه
البنية، ما رأيت أحدًا الشريف والوضيع عنده بمنزلة إلا طاوسًا.
وقال أبو عاصم النبيل: زعم لي سفيان قال: جاء ابن لسليمان بن عبد
الملك فجلس إلى جنب طاوس فلم يلتفت إليه، فقيل له: ابن أمير المؤمنين جلس
إليك فلم (تلتفت) (?) إليه. قال: أردت أن يعلم أن لله عبادًا يزهدون فيما في
يديه.
وقال معمر، عن ابن طاوس قال: كنت لا أزال أقول لأبي: ينبغي أن
يُخْرج على هذا السلطان، وأن يفعل به. قال: فخرجنا حُجَّاجًا فنزلنا في بعض
القرى وفيها عامل لمحمد ين يوسف أو أيوب بن يحيى يقال له: أبو نجيح، وكان
من أخبث عمالهم، فشهدنا صلاة الصبح في المسجد، فجاء أبو نجيح فقعد بين
يدي طاوس فسلم عليه، فلم يجبه، ثم كلمه فأعرض عنه، ثم عدل إلى الشق
الآخر فأعرض عنه، فلما رأيت ما به قمت إليه فمددت بهيده وجعلت أسائله
وقلت له: إن أبا عبد الرحمن لم يعرفك. قال: بلى، معرفته بي فعل بي ما
رأيت. فمضينا، فلما دخل المنزل التفت [2/ ق 98 - ب] إلي فقال: يا لكع، بينما
أنت زعمت تريد أن تخرج عليهم بسيفك لم تستطع أن تحبس عنهم لسانك!
قال عبد الرزاق: قال أبي: مات طاوس بمكة فلم يصلوا عليه حتى بعث ابن
هشام بالحرس، فلقد رأيت عبد الله بن الحسن واضعًا السرير على كاهله، فلقد