وقال موسى بن هارون الحافظ: خلق أبو داود في الدنيا للحديث،
وفي الآخرة للجنة.
وقال ابن حبان: أبو داود أحد أئمة الدنيا فقهًا وعلمًا وحفظًا
ونسكًا وورعًا وإتقانًا، جمع وصنف، وذبَّ عن السنن.
وروى الخليل بن أحمد السجزي، سمعت أحمد بن محمد بن
الليث قاضي بلدنا يقول: جاء سهل بن عبد الله التستري إلى أبي داود
فقيل له: يا أبا داود، هذا سهل بن عبد الله جاءك زائرًا. فرحب به
وأجلسه، فقال: يا أبا داود، لي إليك حاجة. قال: قد قضيتها مع
الإمكان. قال: أخرج لي لسانك الذي حدثت به أحاديث رسول الله
- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى أقبله. فأخرج إليه لسانه فقبله.
قال الخطيب في تاريخه: "ان أبو داود قد سكن البصرة، وقدم
بغداد غير مرّة، وروى سننه بها، ونقله عنه أهلها، ويقال إنه صنفه
قديمًا وعرضه على. أحمد بن حنبل فاستجاده واستح مسنه.
وقال ابن داسة: سمعت أبا داود يقول: كتبت عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
خمسمائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب - يعني
السنن - جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث، ذكرت الصحيح وما
يشبهه ويقاربه، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث: "الأعمال
بالنيات"، وقوله: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه". وقوله:
"لا يكون المؤمن مؤمنًا حتى يرضى لأخيه ما يرضى لنفسه"، وقوله:
الحلال بين والحرام بين ... " الحديث.
قال أبو عبيد الآجري وغيره: مات لأربع عشرة بقيت من شوال سنة
خمس وسبعين ومائتين بالبصرة.