فيه، وأنفق درهمًا على عيالي، وأتصدق بدرهم، ولو أن عمر نهاني

عنه ما انتهيت".

قال الحسن: كان عطاء سلمان خمسة آلاف وكان أميرًا على ثلاثين

ألفًا من الناس، يخطب (بهم) (?) في عباءة يفترش نصفها ويلبس نصفها،

وكان إذا خرج عطاؤه أمضاه ويأكل من سفيف يده.

وقال ثور بن يزيد: عن علي بن أبي طلحة قال: اشترى رجل علفًا

لفرسه فقال لسلمان: تعال يا فارسي فاحمل. فحمل واتبعه فجعل

الناس يسلمون على سلمان، فقال: من هذا؟ قالوا: سلمان. قال:

والله ما عرفتك، قال: أعطني. قال: إني لأحتسب بما صنعت أني

ألقيت عني الكبر، وأعين مسلمًا على حاجته، وأيضًا فلو لم تسخرني

لسخرت من هو أضعف مني فوقيته بنفسي".

وروى سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال قال: أوخي بين

سلمان وأبي الدرداء.

وقال أبو المليح الرقي، عن ميمون بن مهران: جاء رجل إلى

سلمان فقال: أوصني. فقال: لا تتكلم. قال: (ما) (?) يستطيع من

عاش في الناس ذلك. قال: لا تغضب. قال: إنه ليغشاني ما لا

أملك. قال: فإن غضبت فأملك لسانك ويدك. قال: زدني. قال: لا

تلابس الناس. قال: ومن يستطيع ذلك: قال فإن لا بستهم فاصدق

الحديث، وأَدِّ الأمانة.

وقال أنس: اشتكى سلمان فعاده سعد فرآه يبكي، فقال سعد: ما

يبكيك يا أخي؟ ألست قد صحبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ ألست ألست؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015