نعمة. قيل لكم ولا أمير المؤمنين؟ فقلتم: أمير المؤمنين رجل من
الناس فقلت: لَمْ يكن ذلك. قال: آلله؟ قلت: الله. قال
رجاء: فأمر بذلك الساعي فضرب سبعين سوطًا، وخرجت وهو
متلوث في دمه، فقال: هذا وأنت رجاء بن حيوة! قلت: سبعون
سوطًا في ظهرك خير من دم مؤمن. قال ابن جابر: وكان رجاء (بن
حيوة) (?) بعد إذا جلس في مجلس التفت فقال: احذروا صاحب الكساء!
قلت: وكان رجاء بن حيوة بمنزلة الوزير لسليمان بن عبد الملك،
ولعمر بن عبد العزيز، وكانت الخيرات كثيرًا ما تجري على يديه، وهو
كان الساعي في تولية عمر بن عبد العزيز الخلافة.
قال ضمرة بن ربيعة، عن رجاء بن أبي سلمة قال: كان يزيد بن
عبد الملك يجري على رجاء بن حيوة في الشهر ثلاثين دينارًا، فلما ولي
هشام قطعها، فرأى أباه في النوم فعاتبه في ذلك فأجراها.
وروى محمد بن ذكوان، عن رجاء، قال: كنت على باب سليمان
ابن عبد الملك، فاتاني رجل لَمْ أره قبل ولا بعد، فقال يا رجاء، قد
ابتليت بهذا الرجل وابتلى بك وفي قربه الوَتْغ (?)، فعليك بالمعروف،
وعون الضعيف، يا رجاء، إنه من كان له منزلة من سلطان فيرفع حاجة
ضعيف لا يستطيع رفعها لقي الله وقد شدَّ قدميه للحساب بين يديه.
وعن رجاء أنه قيل له: كنت تأتي السلطان فتركتهم! قال: يكفيني
الذي ادعهم له.
قال خليفة وجماعة: مات سنة اثنتي عشرة ومائة. رحمه الله.
1918 - [م د ص ق]: رجاء (?) بن ربيعة الزبيدي الكوفي.