وقال ابن وهب عن عبد الرَّحمن بن زيد بن أسلم قال: مكث ربيعة
دهرأ طويلًا عابدًا يصلي الليل والنهار، صاحب عبادة، ثم نزع ذلك إلى
أن جالس القوم فجالس القاسم فنطق بلُبٍّ وعَقْل، كان القاسم إذا
سئل: قال: سلوا هذا لربيعة، فإن كان شيئًا في كتاب الله أخبرهم به
القاسم أو في السنة، وإلا قال: سلوا هذا لربيعة أو سالم قال: وكان
يحيى بن سعيد يجالس ربيعة فإذا غاب ربيعة حدثهم - يعني: أحسن
الحديث - وكان كثير الحديث، فإذا حضر ربيعة كف يحيى إجلالًا له،
وليس ربيعة بأسن منه، وكان كلّ منهما مجلًّا لصاحبه.
وقال معاذ بن معاذ: عن سَوَّار بن عبد الله قال: ما رأيت أحدًا
أعلم من ربيعة الرأي. قلت: ولا الحسن وابن سرين؟ قال: ولا
الحسن وابن سرين.
وقال ابن وهب، عن العزيز الماجشون قال: لما جئت أهل العراق
قالوا: حَدَّثَنَا عن ربيعة الرأي فقلت: يا أهل العراق تقولون ربيعة الرأي،
والله ما رأيت أحدًا أحفظ لسُنَّةٍ منه (?).
وروى ابن وهب، عن عبد الرَّحمن بن زيد قال: وصار ربيعة إلى
فقه وفضل، ما كان بالمدينة رجل أسخى نفسًا بما في يديه لصديق أو لابن
صديق أو لباغ يبتغيه منه، كان يستصحبه القوم فيأبى صحبة أحد إلَّا أحدًا
لا يتَزود معه، لَمْ يكن في يده ما يحمل ذاك.
وروى ابن وهب عن مالك قال: لما قدم ربيعة على أمير المؤمنين أبي
العباس أمر له بجائزة، فأبى أن يقبلها، فاعطاه خمسة آلاف درهم يشتري
بها جارية حين أبى أن يقبلها، فأبى أن يقبلها، فحدثني مالك عنه قال: