الجنوبية منه فنخيلها الصفرى والسري والدقل، وكان طرف هذا الجبل يمتد حتى يكون محاذيًا للنباج شمالًا وطرفه الجنوبي محاذيًا للأفلاج منقطع في الجهة الشمالية منه، يضعف إذا خلف بلد الغاط المتقدم ذكره؛ وكان بلد الغاط قديم في الجاهلية، وللشعراء فيه أوصاف، كما أن أثيثة بلد جرير الشاعر وذريته، وثرمدا لبني سعد، وبني منقر في الجاهلية، وكان هناك موضع يسمى ماء مليح في سفح جبل.
وجبل اليمامة ينقسم على ثلاثة أقسام، جبل طويق وهو يطلق علي القطعة الشمالية منه وهي تعم جميع اليمامة، ووسطه يقال العارض، وهذا الأسم يعمه كله، والاسم الثالث يطلق على القسم الجنوبي منه العويرض.
وكان جبل اليمامة ملتحمًا منعقدًا بعضه ببعض طرفه الشمالي يبعد عن طرفه الجنوبي مسافة شهرًا أو أكثر، وفيه أودية تقسمه فتكون معها الطرق، منها وادي العتك الذي في أعلاه القصب، وفي هذا الجبل يقع الشقر، ومنها وادي الكلب الذي تقدم ذكره.
وفيه قرى عامرة بالنخل، منها بلد المجمعة ويليها بلد حرمة وبلد ظلمى، وبلد الحائر والخوبر، ووشي وتقدم ذكره، ومنها وادي جلاجل، ذكروا أنه يسمى وادي المياه؛ ويليه بلد التويم، وفي أعلا تلك الناحية المعشبة، ومنها وادي سدير، وهو وادي عظيم فيه قرى ونخيل أعلاه بلد الروضة؛ وبلد الحصون، وبلد الجنوبين، وبلد الحوطة، وبلد العطار وبلد العودة، ومن تلك الأودية وادي يقال أبو قتادة: ووادي الحائر ووادي الأوسط، ووادي نساح، وهو وادي الخرج ماوان، ووادي برك وبريك.
كانت الرياض تدعى فيما مضى بروضة القمعية وبرياض السلي، والسلي قريب من الرياض، ثم إنه غلب هذا الاسم حتى نسي ذكر حجر اليمامة ونحوه، وأصبح الرياض هو اسم تلك الأمكنة، وأعاد الله عز وجل على تلك الجهات تاريخها الأغر.