فكان حجر اليمامة هي البلدة العظيم في الجاهلية وفي الإسلام، ثم إنها كانت قاعدة تلك الناحية في بلد الدرعية لما قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقام بنصره آل سعود الأقدمون محمد بن سعود وابنه عبد العزيز، وسعود بن عبد العزيز حيث امتدت الفتوحات الإسلامية على أيديهم، وفي الدور الثاني انتقلت قاعدة المملكة إلى الرياض وجعلها الإمام تركي بن عبد الله عاصمة لملكه فاستمرت كذلك، وفي الدور الثالث من أدوار آل سعود جعلها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن عاصمة ملكه، كما قد جعلها الإمام فيصل بن تركي عاصمة لملكه قبله؛ وسنعود إلى ذكرها عن قريب.
أما الأسماء المشهورة في الجاهلية باليمامة حجر اليمامة وجو اليمامة والوادي المسمى بوادي حنيفة يشق جبل اليمامة وبنوا حنيفة يسكنون من أعلاه إلى أسفله وما حوله يمنة ويسرة قصور ونخيل ومزارع أعلاها البرة وما حولها من القصور والمزارع إلى الحائر، وكانت البرة وضرمى التي تدعى فيما مضى بقرمى تعرف وما حولها فيما مضى بقر قرا، وكانت متاخمة لوادي الحيسية، وكذلك الحجيلاء تقع عن بلد البرة في الجهة الجنوبية على مسافة ساعتين، وهناك آثار دارسة تدل على قدمها، وأنها قبل البعثة وهذه كانت مساكن ثمامة الحنفي، وتسمى بوادي ثمامة، وأهل تلك الناحية يعرفون بالصبر عند القتال، والثبات في مواطنه وشدة البأس، وقد شوهد ذلك في مواطن كثيرة حتى قالت العرب فتحنا فارس والروم بعد علم أخذناه عن بني حنيفة في القتال، وقائل ذلك هم الذين قاتلوا بني حنيفة مع خالد بن الوليد لما بعثه إليهم الصديق رضي الله عنه.
وكانت اليمامة إذا أطلقت فهي جبل معترض في نجد الشرقية؛ وأغلب قرى نجد المعمورة ذات النخيل والزروع والقصور، إما أن تكون فيه أو جاثمة في غربيه وشرقيه، وجميع غراس تلك الجهة يشرب من ماء هذا الجبل وسيله، ونخل تلك الجهات شماليها الخضري وما عدى ذلك يسمى الدقل، وما كان من الناحية