أولًا: هؤلاء رعيتك يلزمك أن تمنع اعتدائهم.

ثانيًا: تكون عاجزًا عن إيقافهم فإن الحكومة البريطانية قادرة بنشاط على محوهم فعين لنا أمكنتكم وسترسل عليهم الطيارات لتمطرهم النار والقذائف.

ثالثًا: يكون هذا عن إرادتك وتدابيرك فيعتبر غدرًا وإذا كنتم تغدرون ودين الإسلام يتحاشى عن ذلك فجزاء السيئة سيئة مثلها.

رابعًا: تقول هذا أمر مقدر وكل شيء بقدر وما مضى لا يمكن رده فمن هذه الساعة فأتوا بالخيط والمخيط وضعوا حدًا لهذا الاعتداء وقوموا بضمان ما أتلفته تلك القبائل الجائرة.

ولقد استطاع ابن سعود أن يقنع بريطانيا ويرجع مندوبها قانعًا، أما أولئك الأعداء الثائرون فإنهم أجلاف قاموا يبحثون في عزل ابن سعود وخلفه وإذا خلعوه فمن يكون في مقامه وطفقوا يسألون عن الوالي الذي يولونه بعده وانبعثوا يتفاوضون وأخذت مشاكل الدرويش، وابن حميد، وابن حثلين وأتباعهم ممن التف إليهم تتطور وتنذر بالشر والويل، فرأى صاحب الجلالة عبد العزيز بن سعود أن لا فائدة في التريث عن النهوض في أقرب وقت لوضع حد لقطع هذه الثائرة غير أنه أشار عليه بعض الأصدقاء في القصيم وهذا المشير هو النبيه المصقع "فهد بن علي الرشودي" وكان من أهل الرأي والمعرفة والإخلاص أن يدافعهم ليتمكن من إحضار السلاح والذخيرة على مهل ولكن من أين لهم أن يندفعوا وقد وثقوا كل الثقة أنهم غالبون ليسوا بمغلوبين وأنهم قاهرون لمن سواهم من العالمين فطلب منهم صاحب الجلالة أن ينظروا في أمرهم ويفكروا في شأنهم فلعلهم أن يتراجعوا عن تلك الفكرة.

ذكر ما جرى فيها من الحوادث

فمن ذلك أنه سار صاحب الجلالة عبد العزيز بموكبه العظيم إلى بريدة عاصمة القصيم فنزل فيها بقصر الحكم ولما آنس الأهالي بقدومه على أثر تلك الزعازع تهيئوا للاستقبال وأغلقوا الدكاكين وعطلوا جميع أعمالهم وخرجوا من حينما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015