الحسين إلى العقبة قد شعر بقرب زوال الملك الهاشمي عنه فكتب إلى أخيه علي يطلب إليه أن يتنازل له عن العقبة ومعان لما في ذلك من عدة فوائد أهمها أن يكون في مأمن من زحف ابن سعود إليها خوفًا من الإنكليز يحكم المعاهدة التي تربطها وأنه في حالة ما إذا تم النصر للحكومة الحجازية فقد تعهد بإعادتهما إلى الحكومة الحجازية فقنع علي، ووافق على ضم معان والعقبة إلى شرق الأردن على شروط منها أن لا يتم تسليمها ما دام الحسين باقيًا في العقبة حرصًا على عدم إغضابه وتعهد أيضًا الأمير عبد الله في إحدى مذكراته إلى جلالة أخيه ما معناه سلموا بضم العقبة ومعان وأنا أضمن لكم من الإنكليز ثلاثمائة ألف ليرة يعقد حالًا ثم إبعاد ابن سعود عن الحجاز حتى تربة والخرمة وجعل الخط الحجازي رهن إشارتكم في كل وقت، وغير ذلك من الأرقام ولكنها في كتاب الأحلام، وما كاد الحسين يلقي عصا تسياره في قبرص حتى كتب الملك علي إلى أخيه عبد الله يستنجزه الوعود التي منها تدخل الإنكليز في حل الخلاف وإنهاء الحرب بعد إقصاء الحسين عن تلك المنطقة نهائيًا ولا يخشى من عودته إلى الحكم ثانيًا، فطلب الأمير عبد الله من أولياء أمره مساعدة أخيه والتوسط في أمر الصلح فقبلت بريطانيا وكتبت إلى ابن سعود غير أنها لم تحظ منه بالقبول وأجاب بأن الأمر عائد إلى العالم الإِسلامي فهو صاحب الحق في أمر تقرير الحجاز فلم ترى بريطانيا مصادمة العالم الإِسلامي لرضاء عاملها بشرق الأردن، وختمت هذه السنة بطلائع النصر لابن سعود.
وفيها وفاة الأمير أحمد بن ثنيان رحمه الله وعفا عنه، وكان أحد رجال ابن سعود المقدميين العصريين ورسوله إلى جمال باشا التركي ومندوبه إلى لندن في صحبة الأمير فيصل بن عبد العزيز، وكان ماهرًا مسددًا ووفاته في الرياض.
استهلت هذه السنة والحرب قد شمّرت عن ساق بين صاحب الجلالة والعظمة عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل وبين الملك علي بن الحسين الشريف وقد عاد