فآه على بدرٍ تبدى بضوئه ... فهدَّ صريعًا في الجدوث المظالم
أرى موت هذا ثلمةً لا يسدها ... فئامٌ كثيرٌ من فحولِ أعالم
سقى قبره مولاي وابل رحمةٍ ... وهتان عفو من مليكٍ وراحم
ويا رب أدخله الجنان برحمةٍ ... ومتعه فيها بالحسان النواعم
فصبرًا بني الإسلام صبرًا فإنما ... ينال الرضى من ربنا ذي الكرائم
فمن كان ذا صدق وليس بساخطٍ ... ويسكن للبلوي بذلٍ ملازم
ومن كان ذا سخطٍ كفورٍ بربنا ... فذاك له سخط بذلٍ مداوم
لأن كان رب العرش عنا أماته ... ففينا من الأحرار بدر الأقالم
إمامٌ همامٌ بلتعيٌ مهذبٌ ... وليثٌ عظيمٌ ما له من مصادم
إمام الهدى عبد العزيز أخو الندى ... مذيق العدى كأس الردى في الملاحم
صفيٌ وفيٌ لوذعيٌ وصارمٍ ... يحامي على الإسلام عند التزاحم
سريع إلى الهيجاء جرى على العدا ... مبيد عداة الدين من كل غاشم
به أمن الله البلاد وأهلها ... وأنقذهم من رق باغٍ وظالم
وأظهر هذا الدين من بعدما عفت ... معالمه في الأرض بين العوالم
له فتكاتٌ بالعدى شاع ذكرها ... على جند عباد القبور الذمائم
يصول على الأعدا بهمةً ضيغمٍ ... بفتيان صدق في اللقا والتزاحم
وينهض للعلى إذا الحرب شمرت ... فيطفئها قهرًا ببتر صوارم
ويحمي جناب الشرع بالسيف سالكًا ... لهدي النبي الأبطحي ابن هشام
هو الشهم وابن الشهم من طاب أصله ... حليف العلى بدر النهى والعزائم
ولا غرو من هذا فإن جدوده ... ذوو السبق في نصر الهدى والعزائم
فيا رب ثبتنا بفضلٍ ورحمةٍ ... على الملة السمحاء ذات الدعائم
وأيد إمام الدين بالعز والتقى ... وساعده بالإسعاف يا خير حاكم
وصل إلهي ما تألق بارق ... وما سبحت بالغرد جون الحمائم
وما هبت النكباء وما أغسوسق الدجا ... وما أنهل ودق من خلال الغمائم