ويحمي حمى الإسلام عن جب ساقها ... ولم يثنه عن ذا ملامة لائم
يقرر توحيدًا وينشر سنةً ... وينهى عن الفحشا وفعل الذمائم
يقرب ذا التوحيد ويبعد ذا الخنا ... ويزجر من لا يرعوي عن مآثم
يناضل عن ذا الدين بالعلم والهدى ... ويكدح في نحر العدو المخاصم
وذاك بقال الله قال رسوله ... فمنهله عذبٌ زلالًا لطاعم
يحف به قومٌ على كل صائحٍ ... بمجلسه الأسنى لنيل المكارم
يفيدهموا طورًا وطورًا مؤديًا ... بآداب أهل العلم من كل حازم
يغوص بفهمٍ ثاقبٍ متوقد ... يبحر خضم زاخر متلاطم
لسل فنونٍ في العلوم غوامضٍ ... دلائلها تخفى على غير فاهم
وقد كان للطلاب كهفًا ومعقلًا ... وركنًا شديدًا في الأمور الدواهم
جليلًا نبيلًا فاضلًا ذا درايةٍ ... به يقتدي بل يهتدي كل عالم
وقد كان ذا عقلٍ رزينٍ مسدد ... وليس بسخاب جهولٍ وغاشم
ولكنه حبر تصدى للعلى ... وحاذي لعمري للسها والنعائم
فلله من حبر أحوذي ومسقع ... أغاض العدى من عربها والأعاجم
أدبٍ أريبٍ أحوذيٍ ومسقع ... زهيٌ بهيٌ فاضلٌ بل وقاصم
لظهر مريد الشر من كان قصده ... ذميمًا وللنكران والفسق رائم
تراه إذا ما جئته متللًا ... رحيبًا رسيبًا ماله من مقاوم
لقد جد في نصر الشريعة جهده ... وإعلاء دين الله في ذي الأقالم
لعمري لقد أعطاه ربي فضائلًا ... يقصر في تعدادها كل ناظم
قفا آثار آباء حشام أثمةٍ ... أولى العلم والسبق الهداة الأكارم
لقد أطدوا الإسلام بالنور والهدى ... وقاموا بأصل الدين عالي الدعائم
عليهم من المولى شأبيب رحمةٍ ... تسح كومق المعصرات الغمائم
ولم نر في ذا الدهر رزءٍ أصابنا ... بمثل وفاة الشيخ محي العوالم
أحل جمال الدين في اللحد ربه ... فأظلم من نجدٍ سطيع المعالم