إننا سنأخذ سوريا من يد الغاصب، سنخلصها من يد الاستعمار، سنمنحها حريتها واستقلالها وأن لا تلقبوني إلا "نائب جلالة ملك سوريا" وسبب ذلك أنه كان طامعًا في ملك العراق، ولكن المقادير وسوء السياسة خيبت أمله.
لما دفعنا التاريخ إلى هنا فلا بد من ذكر هؤلاء الأمراء، فأحدهم علي بن الحسين ولي العهد لأبيه، وكان نحيفًا عليه آثار السكينة، دقيق العضلات، ضعيف البنية، بليدًا، ولكنه يظهر من أخلاقه أنه ألطف من عبد الله، وسيأتي ذكر ملوكيته وأنه اسم لأحقيته، وفيه بعض السياسة غير أنه لم يوفق، ولما أخرج من الحجاز نزل ضيفًا عند أخيه فيصل في العراق.
كانت ولادته في مكة المكرمة في شهر ربيع الأول عام 1299 هـ، نشأ في حجر أبيه نشأةً أبناء الأشراف، فتعلم القراءة والكتابة في داخل قصر والده، ورحل في صحبته إلى الأستانة وعمره ست عشرة سنة، ولما رجع والده إلى مكة أميرًا رسميًا من قبل الدولة كان معه واشترك مع أخيه فيصل في قيادة حملة أبها لإخضاع الإدريسي، وقام مقام أبيه في إمارة مكة حينما سار والده إلى نجد لتأديب بعض قبائلها قبل هذه بعشر سنوات، وقد ساعد والده في إن شاء الحكومة الجديدة، وتقلد وزراة الخارجية.
وهو الذي أرسل البلاغات الرسمية إلى الدول الأوربية الشرقية بإنشاء الحكومة الهاشمية الجديدة في الحجاز، وكثيرًا ما يجري الخلاف بينه وبين أبيه في السياسة، ويعارضه بقبول اقتراحات الإنكليز مراعاةً لمصلحة البلاد.
ولما أن لامه مرةً والده بعد أن استدعاه من جدة إليه بمكة على موقفه وتساهله مع بريطانيا، استقال بعد يومين من استدعائه عن وزارة الخارجية أو وكالة الخارجية.
ولما أن قام في معان يتحدث بذلك الحديث، كان لوصوله وحديثه رنة هناك