ثم كتب إلى عبد اللطيف المنديل إذا سألك الترك هل أنت مندوب ابن سعود فقل لهم إني عثماني وقد أشار بذلك خشية أن يلحق به ضرر بعد الهجوم على الحساء، ولكن عبد اللطيف باشا لم يعمل بإشارة موكله فلم ينكر أنه نجدي أو وكيل أن سعود، وقد قال للأتراك جهلتم قدر هذا الرجل وها هو الآن يعرفكم بنفسه.

ذكر فتح الإحساء سنة 1331 هـ

لما أراد جلالة الملك السير إلى الحساء أجرى إسبانيا لإبعاد العجمان عن الحساء فضرب لهم موعدًا في الشمال لمحاربة مطير، وقام يعمي أمره عن الطائفتين، هؤلاء يبني لهم بأنه يريد الامتياز للطعام، وهؤلاء ينبي لهم أن يغزوا عدوهم، فذهب هؤلاء الأجلاف يريدون موعده وأخلوا البلد من شوكتهم ذاهبين إلى الميعاد.

وكان لما تجرد هذا الصارم البتار من غمده اشتغل أهل البلد وخافوا من سورته، ولما زحف جد في السير إلى الإحساء فالتقى في الطريق برسول من حكومتها يحمل كتابًا إليه من المتصرف وفيه الرجاء أن يعلمه من أي الجهات جاء الإنكليزي إلى الرياض، فقال ابن سعود للرسول غدًا إن شاء الله أنا بنفسي أعلم المتصرف، ثم سار حتى وصل الحساء ولم يكن معه من أهلها أوله فيها معاونون غير وكلائه أبناء القصيبي ويوسف بن سويلم، فسألهم أن يعلموه بالمكان المناسب للهجوم على الكوت وهو جهة من الهفوف فيها القلعة والحامية، ففعلوا وأعلموه بما هناك من الصعوبات لعلو السور ووجود الحرس فأرسل إليهم يقول أننا هاجمون في هذه الليلة وكل صعب مسهل بحول الله.

وكان عبد العزيز قد نزل على عين من عيون الإحساء تبعد ميلًا واحدًا من الهفوف، فلما كان في الليلة الخامسة من جمادى الأولى والساعة الثالثة ليلًا، خرج من المعسكر بستمائة من رجاله من الحضر وخطب فيهم قائلًا: إننا هاجمون على الترك في الكوت وإننا منتصرون بإذن الله، أمشوا كأنكم بكم إلى غرضكم ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015