ابن سعود، وقد ختمت هذه السنة بخيانة مطير ورئيسها فيصل الدويش الذي استغواه عجيمي السعدون، ولا شك أنها بمساعي الترك وذلك أنهم كانوا يناوؤن العرب وبالأخص من يحاول جمع كلمتهم وتوحيد سياستهم وهو ابن سعود.
وفيها ولد الأمير محمد بن عبد العزيز نجل جلالة الملك وكانت ولادته في الرياض.
ففيها فتح الإحساء وهي المخاطرة الرابعة، وذلك أن الترك لما أهمهم أمر عبد العزيز بن عبد الرحمن جعلوا يحرضون عليه الشريف حسين بن علي وابن رشيد وابن سعدون وكذلك جعلوا يستغوون عشيرة من عشائره الكبرى وهي مطير وناهيك بالعجمان في الحساء وبحرب في أطراف الحجاز.
وكانوا لما نفضوا أيديهم من ابن رشيد جعلوا يحرضون عليه سعدون، والشريف فلما كان في ربيع الأول من هذه السنة خرج عبد العزيز بن عبد الرحمن لما أوغرت صدره هذه الأفاعيل التي تدبرها الدولة العثمانية فأحب أن يقضي على آخر سلطة لهم في جزيرة العرب وهي الإحساء والقطيف، وأن يحكم السيف فهو الحكم الفيصل، فصمم ابن سعود على أخذ الإحساء واستعادة تراثه القديم وحسم مواد ذلك النفوذ العثماني المرتكز في الإحساء، فسار حتى نزل على الخفس وأقام عليه بقية الشهر وأغار أثناء ذلك على عربان بن مرة مذنبين، فأخذ مواشيهم، على أن الغرض من هذه الإغارة لم يكن محصورًا بظاهره، ثم تقدم بعد ذلك إلى الإحساء فأرسل الأتراك عند ذلك يستطلعون خبره، وقصده فقال قصدي الامتياز شراء الأمتعة والزاد.
ثم عاد إلى الرياض تاركًا عسكره على الخفس، وفي ذلك الحين وصل إلى عاصمة نجد رجل إنكليزي اسمه "ليتشمن" قادمًا من الشام بطريق الجو فسأله ابن سعود ما القصد في سياحتك فأجاب قائلًا: إني جغرافي وأريد أن تساعدني لاجتاز الربع الخالي من واحة بيرين إلى عمان، فقال له عبد العزيز: إن قدومك على هذا