وأعطيتك هذا المنشور الفائق السرور، وأصدرت أمري الملوكاني بتفويض رتبة الوزارة الجليلة إليك من تاريخ فرماني هذا، إلخ، وهنا صورة منيفة أيضًا على نمط هذا الاختراع والتطويل.

ثم إنه بارح الشريف حسين بن علي الأستانة، فوصل إلى جدة ميناء الحجاز صباح يوم 9 ذي القعدة من هذه السنة فاستعد الحجازيون لاستقباله استعدادًا عظيمًا، وحضرت الوفود من مكة والمدينة وغيرها من الحاضر والبادية إلى جدة في انتظار الباخرة طنطا التي استقلها من الأستانة.

ذكر استقبال الحسين بن علي لما قدم الحجاز

لما أن وصل الحسين إلى جدة في اليوم المذكور اكتظ رصيف الميناء بالمستقبلين وعلى رأسهم الأشراف، فحيوه أحسن تحية وأظهروا له كامل السرور بتوليته إمارة مكة، وتلك عادة الحجازيين يظهرون السرور وإن كانت القلوب بخلافه.

فنزل ضيفًا على الشيخ محمد حسين نصيف، وألقى تحيةً له صاحب مدارس الفلاح بمكة وجدة وبمباي والبحرين، وهو الحاج محمد علي زنيل بخطبة مسهبة حوت من غرر المديح ودرر الثناء شيئًا كثيرًا، فكان جوابها التأثر من الحسين الذي أسأل عبراته من مآقيه، ثم تكلم الشريف معربًا عما في نفسه لتلك البلاد وأهلها من الحب وما يرجوه لها ولهم من الخير.

ولم يبقَ في جدة إلا ريثما تلقى وفود المهنئين، واستراح من وعثاء السفر ومشاق البحر فشد رحله ميممًا أم القرى، فبلغها في اليوم 12 من ذي القعدة فكانت الحفاوة ولاستقبال قد بلغا إلى حد العجب ونزل بيت الإمارة في محله الغزة بجانب سوق الليل، وكان قصرًا بناه محمد علي باشا حين استولى على مكة وجعله وقفًا على منصب الإمارة، وكانت الدولة تجعل بجانب الشريف الذي يتولى إمارة مكة واليًا من قبلها من الرجال العسكريين أو الإداريين يكون إليه الجيش النظامي والمحاكم وإدارة الأموال وعلى العموم كل مصالح الحكومة النظامية، وكان مقر هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015