الأعلين، فجمع جيشًا وعاد به إلى القصيم لمحاربة هذا الجبار المريد عبد العزيز بن متعب بن رشيد.
ولما وصل القصيم أحسّ أن صالح يسعى سرًا في مصالحة ابن رشيد، غير أن صالحًا جاء معه قوم من أهالي بريدة فانضم إلى ابن سعود، ولما جاء بهذه الصفة وانضم إليه قبله على علاته، وما كان ليخفى عليه أمره وخيانته، لكنه حليم وذو سياسة.
أما عبد العزيز فإنه نزل بجيشه في الأسياح، وأقام بها عشرين يومًا في جيشه الذي كان مؤلفًا من الحاضرة والبادية، هذا وأمير بريدة صالح بن حسن عنده تلك الأيام يظهر الولاء، ثم إنه بدا له أن ينسحب وقومه من الأسياح فيبقى ابن سعود بجيشه الذي معه، ولا قدرة له على ابن رشيد، وهذه خيانة من صالح، نسأل الله العافية، ففطن ابن سعود، غير أنه أحب ترميم الشرور، وقام بجيشه من الأسياح فزحف إلى الزلفي، وكان بينهما قدرًا من خمسين ميلًا جنوبًا عن الأسياح، كما أن الأسياح عن بريدة شمالًا بشرق قدرًا من أربعين ميلًا، وإنما انتقل ابن سعود ليبعد عن صالح ومحلته.
ولما أن وصل في زحفه إلى مكان يسمى النبقية، استأذنه صالح الحسن بالرجوع إلى بريدة، فأذن له لأنها تقررت خيانته، فعاد إلى بريدة، واستمر ابن سعود بزحفه إلى الزلفي وجعل يجمع الجيش، ثم رحل من الزلفي ونزل على ماء غدير بالقرب من الأرطاوية، فانضمت إليه قبائل مطير التي يرأسها فيصل الدويش، وبلغه هناك خبر الصلح الذي تم بين مبارك بن صباح وبين ابن رشيد وما ملأ عليه صالح الحسن من التحريض على قتاله ومقاومته، وختمت هذه السنة بزعازع وخيانات وتقلبات، فالله المستعان.
استهلت هذه السنة وابن رشيد لا يكاد ينام، لأنه إذا غمضت عيناه يفزع مرعوبًا يقول: جائني الحواشيش، مالي وللحواشيش، وكان يتبدا له ذلك الشيخ