يتحدث عنه ويمتدحه ويلهج بمآثر آل سليم وما منّ الله به عليهم ويحترمهم ويعظمهم كعادته في إكرام آل الشيخ، وكفى بها شرفًا للمكرم والمكرم، لأن الملك عبد العزيز له غور بعيد وبصيرة عظيمة بالرجال، وسيأتي في ترجمته ما يشفي ويكفي لأنه نادرة زمانه، ولعلك أيها المنصف إذا نظرت في سيرة الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وسيرة ابنيه عبد الله وعمر وسيرة الشيخ محمد بن عمر آل سليم توافقني ولا يضيق بها صدرك، فنسأل الله أن يتغمدهم بعفوه ومغفرته ويوفق بينهم لاقتفاء آثارهم.
أما تلامذته والآخذون عنه فخلقٌ كثير، وجمٌّ غفير، جثت العلماء إلى ركبتيه وضربت آباط الإبل من المشارق والمغارب إليه، فأصبح كهفًا منيعًا للإخوان ومعقلًا لأولياء الرحمن، وتخرج عليه أولو الرتب العالية والمقامات السامية، فمنهم نجله عبد الله بن محمد بن سليم القاضي في مقاطعة القصيم، وكان فوق ما قيل فيه، وآية من آيات الله في العقل والفضل والعلم، تخرج عليه ونشأ بين يديه.
ومنهم الشيخ عمر بن محمد بن سليم نجله الثاني، رباه والده ونشأ بين يديه وفي ظله، وكان ملازمًا له حتى في منفاه، فأصبح ذا قدرٍ عظيم وخطر جسيم، فتفردّ بأبيه واستمسك بغرزه، وقد نال عدة وظائف آخرها أن كان في قضاء مقاطعة القصيم بعد أخيه عبد الله، وكان حبرًا يشار إليه بالأصابع وتضرب الأمثال في عقله ورصانته وتدريسه ولإبداعه ولا غرو فمن البحر يستجلب الدر.
وأخذ عنه الشيخ العالم العلامة قاضي مكة وحائل عبد الله بن سليمان آل بليهد.
وأخذ عنه أيضًا الشيخ الإمام عبد الله بن محمد بن فداء ذو المعارف الربانية والأسرار الآلهية والعلوم الشرعية، فما شئت من علمٍ وزهدٍ وورعٍ وتقى.
وأخذ عنه أيضًا الشيخ العالم الرباني عبد الله بن دخيل قاضي المذنب، وكان حبرًا فوق ما قيل عنه علمًا وذكاء، ويعتبر من الأقطاب العظام.