من آل سعود قد يمتنع عن القتال فلا يقتل أحدًا منهم، ولكن صاحب الجلالة عبد العزيز لما رأى أهله وقد عرفهم، أمر بعقر خيلهم ليتمكنوا من خلاصهم، وكذلك كانوا فقد فازوا بعد عقر الخيل أثناء المعركة بسعود بن عبد العزيز وسعود بن محمد وفيصل بن سعد، فخلّصوهم من القتل والأسر، ولقبوا بعد هذا بالعرائف والكلمة مأخوذة من قول البدو إذا خسروا في الغزو جمالهم ثم استعادوها فهم يسمونها العرائف، فصار هذا لقبًا يطلقه عبد العزيز على بني عمه سعود العرافة وفيصل العرافة إلى ذلك.

ثم إنه فرَّ ماجد بن حمود إلى حائل منهزمًا مقهورًا، وتم فتح عنيزة في خامس محرم سنة 1322 هـ، فاقام بها عبد العزيز بضعة أيام ثم زحف بجيشه إلى بريدة، فسلم أهلها ودخلها عنوةً، غير أن الأمير فيها من قبل ابن رشيد وهو عبد الرحمن بن ضبعان تحصن وحاميته بالقصر وسدوا عليهم الباب، فحاصرهم عبد العزيز بن عبد الرحمن، ولكن الأمير عبد الرحمن بن ضبعان بعد ما أغلق القصر أغراه طول القصر وعرضه وحصونه وثبت يقول: نار وجدار وركب ما عنده من القوات حتى لم يقدر أحد من الدنو حوالي القصر، ونبتت الأعشاب على قد متر هناك وما استطاع أحد رعيها في هذا المكان الذي بين القصر والبلد، وناهيك به من أمير حافظ على ولاء صاحبه، غير أنه ما كان ليطيق مطاولة ابن سعود، ولقد اتخذوا له مكائد عظيمة وسردبوا وجعلوا ألغامًا تحت الأرض، ونازله ابن سعود في قصر حذاءه، واشتد الحصار جدًا وضاق على ابن ضبعان وحاميته أمر المعيشة لأنهم استطاعوا أن يطاولوا ابن سعود ثلاثة أشهر، فأكلوا ما ضم القصر حتى أكلوا نوى التمر، وجعلوا يشربون من ماء بئر القصر المالح.

واصطنع حداد من رجال ابن ضبعان مدفعًا عظيمًا وحشاه بالبارود وشيئًا من القنابل، فأطلقه وسمع له وجبة عظيمة غير أنه لم يفد شيئًا، وكان هذا الصانع يدعى الأسطا، ومن عزمه أن يهدم البلد بهذا الدفع، فأعمل الدفع مرة أخرى وجعل فيه صاعين من البارود وقنابل، فاطلقه ولما ثار تقطع المدفع وقتله، وكانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015