من رجاله بقيادة ماجد بن حمود بن رشيد إلى جهة عنيزة، فارسل ثلاثمائة من رجاله بقيادة حسين بن جراد إلى السر وحفظ بريدة بأميره عبد الرحمن بن ضبعان، وأمر حسين بن جراد أن يثبت بسريته في الوشم.

ولما أن ضبط القصيم حف أمراءه بالأجناد والأرزاق والذخيرة وشجعهم على الثبات حتى يأتيهم بالعساكر العثمانية.

ثم إنه انحدر في 10 ذي الحجة إلى أطراف العراق ليستفز شمرًا ويستنجد الأتراك هناك، ولما وصل إلى ساحة بغداد بث رسله إلى باشاتها، فاستجاشها وأثارها بالبخاشيش، فأمدوه بالأجناد وعزموا على نجدته بعساكره مباشرةً ليس إلا، فعند ذلك انتهز الإمام عبد الرحمن بن فيصل هذه الفرصة وأمر ابنه العظيم عبد العزيز بن عبد الرحمن أن يغير بالجنود الحنيفية والجيوش الإسلامية على حسين بن جراد ومن معه من أولئك الأجناد، ومن اجتمع من حرب وسائر الأمداد، فزحف صاحب الجلالة وواصل السير في السرى، فالتقى بحسين بن جراد في موضع السر يوم 18 ذي الحجة، ففلّ عليه الراية المنصورة، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما خاض حضين بن المنذر براية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السوداء التي كان يستصحبها الصحابة في غزواتهم:

لمن رايةً سوداء بخفق ظلها ... إذا قيل قدمها حضين (?) تقدما

ويقدمها في الموت حتى يزيرها ... حياض المنايا تقطر الموت والدما

فأخذهم الله عز وجل وقتل منهم مقتلة عظيمة، وقتل حسين بن جراد وأكثر من معه، وغنم عبد العزيز أموالهم وركابهم كلها، وتدعى هذه بوقعة جراد، وكان من نتائجها أنها قسمت قبيلة حرب القيمة بين السر والقصيم، فانحاز منها قسم كثير إلى ابن سعود بعدما كانت كلها تابعة لابن رشيد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015