ولما أن جرى من الأمير مساعد بن سويلم ما ذكر من هذه الشجاعة تعقبه ابن رشيد وهجم عليه في ثرمدا، فأخرجه منها وفرّ إلى شقراء فتحصن بها، ولكن ابن رشيد تقفاه أيضًا وحصره فيها، وكان الإمام عبد الرحمن بن فيصل لما كشف بأهل الرياض عبد العزيز بن رشيد، كتب إلى ابنه عبد العزيز يبشره بذلك فلم يشغر إلا بالبشير من جهة أبيه يخبره بهزيمة ابن رشيد عن الرياض، فاطمأن منه البال واهتم في نقل عائلتهم التي كانت لا تزال في الكويت، فعاد بها إلى نجد.

ولما أن وصل إلى العاصمة الرياض استراح بها يومًا واحدًا وزحف مسارعًا لنصرة الأمير مساعد بن سويلم لما أن علم أن ابن رشيد قد حصره في شقراء، لأن مساعد بن سويلم البطل الشجاع أصبح قد حصره ابن رشيد في شقراء، ولما أن سار صاحب الجلالة عبد العزيز وبلغ حريملا، علم الطاغية ابن رشيد بزحفه، فقفل إلى الغاط وفك الحصار عنها، ولكن عبد العزيز واصل الزحف إلى شقراء فاحتلها.

وكانت سرية ابن رشيد بقيادة حمد بن عسكر أمير المجمعة لا تزال في ثرمدا، فأرسل عليها صاحب الجلالة أميره القائد المحنك عبد الله بن جلوي، فلما جاءهم أعطاهم الأمان، فأبوا إلا القتال، فتقدم إليهم وضربهم ضربةً دحرتهم غير السرية فإنها تحصنت في القصر، فأمر القائد عبد الله بمهاجمتها ليلًا، فكانت النتيجة أن قتل منهم عدد وفرَّ الآخرون، وناهيك بعبد الله بن جلوي صرامةً وشجاعةً وجرأةً، فلما سلمت له ثرمدا رحل الأمير الشمّري عبد العزيز بن متعب بن رشيد من الغاط إلى القصيم، وكان الغاط من بلدان سدير يبعد عن المجمعة مسافة عشرين ميلًا.

ولما رحل ابن رشيد ترك سريتين في سدير، إحداهما في المجمعة والأخرى في الروضة، فأرسل الملك عبد العزيز إليهما سرية بقيادة خاله أحمد السديري، فنازلت السرية السعودية سرية الروضة فكسرتها واستولت على البلد ثم مشت في سدير ظافرة، فاستولت على بقية بلدانه ما عدا المجمعة فإنها حافظت على سيادة ابن رشيد، ودافعت دفاعًا شديدًا، ولكنه قنع ابن سعود بما حاز من النصر، فترك سريتين أخريين واحدة في الروضة والثانية في جلاجل، وأمر السديري في شقراء، ثم عاد إلى الرياض، وكل هذه الملاحم العظيمة في هذه السنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015