وما كان منا عالم بمجيئهم ... إلينا ولكنا على أهبة تجدي

فجاء الطغاة المعتدون بخيلهم ... وجندهم المخذول يمشي على وخد

إلى أن غشوا كل البلاد وأحدقوا ... بإرجائها واستنجدوا كل ذي كمد

يريدون أن يسطون في البلد التي ... أبى الله أن يسطو به غارة الضد

فنبهنا الله اللطيف بفضله ... ورحمته حتى كانا على وعد

فثرنا كأسآد الشرى نبتغي الوغى ... إلى السور والأبواب نعدو بلا عد

فلله من جندٍ أسودٍ ضراغم ... يسومون في الهيجا نفوسًا بلا نقد

مساعير في الهيجاء مداعيس في الوغى ... ليوث شرًا من طبعها الفتك بالضد

فلما استحس المعتدون بأننا ... شعرنا بهم هابوا القدوم على الجند

ولو قدموا ألفوا رجالًا أعزةً ... قد اعتقلوا بالسمهري وبالهند

وبالجميع حول السور دون نفوسهم ... وأموالهم والمحصنات بما يرد

فولوا على الأعقاب لم يدركوا المنى ... وصار لهم شأنٌ سوى مرتمى القصد

وهمتهم أخذ الحمير وما عسى ... يكون لهم فيها من العز والحمد

وساورهم منا أناسٌ أماجد ... قليلون كالآساد لكن بلا وعد

ومن غير أمر بالخروج إليهم ... على أهبة تنكي العدو بما يرد

فسددهم ربي وأظفرهم بهم ... وأجلوهمو منها على كثرة الجند

وفي قلةٍ منا وفي حين غفلةٍ ... وعن كثرةٍ منهم على أهبة تحدي

فكر على الأعقاب نحو بنوده ... وثقلته قد آب بالخزي والكمد

وقد قتلت أجناده وإصابةٍ ... من العقر في الخيل المطهمة الجرد

بما فلّ منه الحد فانثل عرشه ... وصار إلى إفساد زرع وفي وقد

فأخرج نحو المفسدين إمامنا ... أناسٌ قليلًا يعتدون على الضد

فوافوهم قبل الغروب فأمطرو ... عليهم بصوب المارتين التي ترد

فولوا على الأعقاب نحو خيامهم ... وما أحد يلوي علي أحد يجدي

وقد قتلوا منهم أناسًا وأثروا ... جراحًا كثيرًا فات عن حصرٍ ذي عد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015