على توهيم جملة حقائق كانت سائدة على الظنون بشأن روسيا من قديم الزمان، وتمت المعاهدة الصلحية على عودة السلم والوداد بين الدولتين والرعيتين وذلك في أربعة عشر مادة، جاء في الثالثة عشرة منها جلاء الجيشين من منشوريا في ظرف ثمانية عشر شهرًا.

وفي سنة 12 هذه سقطت صاعقة من السماء على منارة جامع بريدة بعد الصلاة يوم الجمعة، وذلك بعدما خرج السرعان فأصابت المنارة من جهة الشمال الشرقي، وقتلت رجلًا في خلوة المسجد بدون إصابة، وأصابت ثوب رجل آخر من جهة كتفه الأيسر، فاحترق ذلك الجزء من الثوب وكف بصره، فجعل الشيخ إبراهيم بن جاسر يقول: يا أمة محمد هذه رمية الجبار.

ثم دخلت سنة 1313 هـ

في هذه السنة قام مبارك بن صباح وقتل أخويه محمدًا وجراحًا طمعًا في الإمارة والعياذ بالله، وتم له الاستيلاء على الكويت، وكان أميرًا من دهاة العرب المشهورين، ولما قتل أخويه محمدًا وجراحًا جلس على عرش إمارة الكويت، وكاد الجو أن يصفو له في الحكم غير أنه رمي بداهية دهياء، وهي يوسف بن عبد الله آل إبراهيم خال أبناء المقتولين، فإنه قام يطلب الثأر وكان ذا ثروة ضخمة جعلته يطمح إلى حكم الكويت لما يعلمه من مكانته في نفوس الكويتين، لا سيما الذين خامرهم من فعلة مبارك بن صباح بأخوته، فأخذ يوسف المطالبة حجة له وقاوم مباركًا بكل ما أوتي من قوة، فألّب عليه الحكومة العثمانية، وكاد أن ينجح لولا تدخل حكومة الإنكليز، وسعى يوسف بن عبد الله آل إبراهيم لدى محمد بن عبد الله بن رشيد بمساعدة الشيخ قاسم بن ثاني أمير قطر، فلم يفلح ولم يأل يوسف بن عبد الله جهدًا في حمل ابن رشيد على محاربة مبارك بن صباح، ولكنه لم يوفق لاقتناع ابن رشيد ومعرفته ودهائه.

وفيها تمت عمارة المسجد الجامع في بريدة على يدي الشيخ محمد بن عبد الله بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015