وفيها وفاة محمد بن فيصل، وهذه ترجمته:
هو الأمير محمد بن الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، وكان من الذين ناصروا الإمام عبد الله بن فيصل وعاضده وآزره وشاركه في غزواته في عز الحياة وذلها، قائد كبيرًا ذا شجاعة وعلم ومعرفة، حتى كانوا يسمونه المطوّع، وكانت وفاته بالرياض.
كان هناك في نجد الشيخ العالم القدوة الذي أصبح كالشجى في حلوق أعداء الشريعة عبد الله بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، لا يزال ينشر أعلام التوحيد، ولا تأخذه في الله لومة لائم، مقيمًا في الرياض مدرسًا ومعلمًا.
كما أن الشيخ سليمان بن سحمان قد جد في نصرة الحق، ولا تزال إذ ذاك أقلامه تصنف وتبوب وينظم الشعر ويردي بحجته ولسانه بنيان أهل البدع، فلا يدع جافيًا ولا غاليًا إلا ألقاه في قعر الحضيض، فجزاه الله عن الإسلام خيرًا.
وكان في القصيم أعني بريدة رجال دين يشار إليهم بالأصابع، ويدفع الله بهم عن المسلمين، فمن بينهم شيخ الطريقة محمد بن عبد الله بن سليم، قد جد واجتهد في البيان والتعليم، وكان له مقامات قامها لله وفي ابتغاء مرضاته، أضف إلى ذلك شجاعة وقوة في إظهار الدين والحق، وكان له أتباع في هذه الطريقة تمسكوا بالدين وبسنة سيد المرسلين، ولم يستكينوا ولم يهنوا، فمن بينهم فضيلة العارف القدوة الزاهد عبد الله بن محمد بن فدا، ويكفيك به شرفًا ودينًا وعقلًا ثباته على الشريعة وتمسكه بها على كثرة من المعاند والمشاقق وانتشار كل خب ووغد من كل مارق ومنافق، ومنهم الألمعي المشهور بالعلم والدين علي بن مقبل، وصاحب الجود والسخاء حمد بن مبارك وأخوه إبراهيم بن مبارك، وساكن الشماسية فوزان بن عبد العزيز وأخوه سعود بن عبد العزيز، وزعيم بريدة إذ ذاك عبد الكريم بن ناصر بن جربوع، ومنهم الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم القاضي بعد أبيه، ومنهم