وقد حدثني بعض الثقات أنه اعتذر إلى الأمير بأنه لا يحسن ركوب الخيل فأردفه بمن يسكنه على ظهر الفرس حتى وصل إلى بيته، ثم إنه جاء رجل من أهل العكيرشة يسوق نحو ابن رشيد ثمانية عشر حمارًا تحمل البرسيم على ظهورها والرطب، فوضعه بين يدي ابن رشيد وقال هذا لخيل الأمير فأعجبه ذلك وقال له من أنت فقال أنا الكراع فقال لست بالكراع إنما أنت طويل الذراع فقبلها وشكره.
وقد قال حمود العبيد بن رشيد في وقعة المليداء، وما جرى فيها من الهول أبياتًا نبطية أحببت إبرازها في كتابنا هذ وإن كان المقام لا يسمح بإيراد غيرها وهي هذه التي خرجت بنا عن المقصود:
يا ما لنفس ما تريد السؤال ... إلا من الله جامع الناس لحساب
بالله يالي فوق الإسلام عال ... بالخير إلي من ترجاك ما خاب
النفس لو صارت بعالي الوصال ... تصبر على الكاين ومخطاها ما صاب
يوم جرى بالضلفعة له ظلال ... يعده الأول لناس بالأصلاب
جونا وجيناهم سواة الجبال ... وصار الطمع منا ومنهم بالارقاب
صرنا عليهم مثل وصف الجبال ... ما كنها إلى حوطة ما لها باب
أول علفهم زامل والعيال ... وتكسرت عن رؤسهم عوج الأنصاب
والقرد (?) يبري لها سواة العزال (?) ... فضخ بوغداتها كما فضخ فصاب
يا ذيب يا لي بالجوى والمفالي ... أقبل يتهبا لك نصب ومغراب
ترى بالضلفعة مثل الرجوم الطوال ... قبيله يشبع بها النسر وغراب
ومن أبيات الحسين بن علي بن نفيسة يذم أهل بريدة لما قاموا ضد بن سعود في