السنة، والتحلي بحلية المتقين حتى أصبح حنظلة في حلوق الكافرين والملحدين، ونصرةً لأولياء الله الموحدين، فهو ريحانة الأخيار حنظلة الأشرار، وأخذ عنه العلم كثير من علماء نجد، من أشهرهم الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف علامة نجد، والشيخ سليمان بن سحمان، وأخذ عنه أنجاله العلماء الأجلّاء الشيخ سعد بن حمد، والشيخ عبد العزيز، والشيخ عبد الله، والشيخ عبد اللطيف، والشيخ إسحاق وغيرهم، وكان مشهورًا بالكرم والورع وقد وقع في زمنه بنجد فتن عظيمة، فكان من أعظم الناس صبرًا وجهادًا بسيفه ولسانه، ولم يأل جهدًا في التحريض على الجهاد الشرعي في تلك الفتن.
أما الوظائف التي نالها فقد ولاه الإمام فيصل قضاء بلد الدلم في الخرج، ثم نقله منها إلى الحلوة القرية المشهورة في حوطة بني تميم، ثم نقله منها إلى الأفلاج وبها استقر حتى توفاه الله تعالى في هذه السنة، ودفن ببلد العمار وقبره معروف إلى الآن، وكان له مؤلفات نفيسة منها أبطال التنديد باختصار شرح التوحيد، ومنها بيان النجاة والفكاك من مولاة المرتدين وأهل الإشراك، وقد جاءت مؤلفاته على أحسن وضع وأبدعه، وأثنى عليه العلماء ومدحوه، ولمؤلفاته قبول عند الموحدين لما فيها من الإخلاص والنصرة لدين الله تعالى، فكان علم القبول يلوح عليها، وكثيرًا ما تأخذه الغيرة الدينية فتجد رسائله إلى العلماء وأنصار الشريعة فيها التحريض والتأكيد في القيام لله والصدع بالحق، ويعاتب أنصار الشريعة بأن لا يهنوا ولا يفتروا عن بيان الحق والقيام بحقوقها وترميم ما درس في ربوعها وفي خروقها، كما عاتب الشيخ الإمام عبد اللطيف بن عبد الرحمن بكتاب أغلظ فيه الجواب والكلام وبالغ فيه بالخطاب والملام، والحامل له على ذلك شدة الغيرة لله ولكتابه ولرسوله، فتلقاه الشيخ بالقبول والتقدير والمناصحة، ذلك لأن الشيخ عبد اللطيف يقدر العلماء ويعرف لكل فضله ودرجته، وكثيرًا ما يكاتبه ويناصحه ويحثه على القيام بأوامر الله تعالى، كما في الفتن التي جرت بين آل سعود، ويكاتبه أيضًا الشيخ