الشوارع في قلب العاصمة المغربية الرباط بالمعزين، وتدفق سكان البلاد على المدينة من شتى أرجاء المغرب للمشاركة في تشييع جنازته، لأنه الملك الراحل الحسن الثاني أحد أقطاب العالم، هكذا ذكرت بعض الجرائد، وأحد أنصار السلام في الشرق الأوسط، وتوافدت موجات من الأهالي على العاصمة خلال الليل من القرى والبلدان المجاورة، وقبل سويعات من مغادرة الموكب للقصر الملكي اصطفت قوات الجيش والشرطة في جو حار شبّع بالرطوبة على طول طريق طوله 2 كيلو متر إلى الضريح، ورفع الآلاف من المغاربة صور الراحل وقاموا يبكون وينتحبون، ثم توافد زعماء العالم ورؤساء الدول وكبار الشخصيات العالمية إلى القصر الملكي لإلقاء النظرة الأخيرة.
لما أن كان في أواخر ربيع الثاني أشاعت الجرائد والحساب الفلكيون أن الشمس ستكسف ظهر يوم الأربعاء 29 ربيع الآخر، فقام أهل الأرصاد الجوية لينظروا تأثير الكسوف على ما بين السماء والأرض والطبقة الأرضية منذرين ومحذرين عن النظر إليها حال الكسوف إلا بنظارات سوداء ثقيلة، ولما أن كان في الساعة الثانية والربع زوالي والناس يتوقعون، شرع الكسوف كما ذكروا بأنه ثقيل، ولم يجرِ مثله في السنين القريبة الماضية، بحيث ستنطمس على بعض جهات وتخرج النجوم، وتنبح الكلاب بحيث تكون الدنيا كليل، وقامت الأمة فزعة إلى الصلاة ورؤية الشمس إذا أثر عليها حجاب القمر من أسفل منها، فاستمر الكسوف خفيفًا ساعتين وربع الساعة، لا كما ذكروا، تجلى مع صلاة العصر ولم يجرِ أي تأثير على شيء من الكائنات، فلله الشكر والحمد على ذلك، وكذب المنجمون، قال الله تعالى: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ} [الذاريات: 8 - 10]، وقد نسب لنا أنها انطمست كلية على الهند وما يليه، فالله أعلم.