النساء، وبعد سبع ساعات تركوا النساء، وما رأيت أقبح من هذا، قتلوا أبناءنا فما استطعنا أن نعمل شيئًا، وتركناهم في الجبال صرعا ولم نستطع أن نواري أجسادهم التراب خوفًا من الجيش الصربي، ثم بينما كنت وأسرتي في منزلنا فجأة اقتحم الجيش الصربي قريتنا فخرج أهالي القرية وهم في حالة هلع وخوف، حتى أنني لم أستطع أن ألبس ملابسي وحذائي، والخوف كان يدب في كل شعرةً من جسدي، فخرجت وجميع أفراد أسرتي ما عدى أبي لكبر سنه، وما أن غادرنا القرية الا ونسمع أن منزلنا أصابته خمس قذائف فأحرقته، أما والدنا فقد قبضت عليه القوات الصربية وضربوه حتى فارق الحياة، فخرجنا إلى ألبانيا عن طريق الجبال حتى وصلنا اليها، ثم قال: بدأ الصرب يقصفون القرية بالدبابات وراجمات الصواريخ، وأحيانًا يستخدمون الطائرات، وبعد أن دمروا كل مرتع يريدونه دخلت دباباتهم وخلفها الجنود، والتقى في داخل القرية جيش تحرير كوسوفا، وكنت معهم، ثم بدأ اطلاق النار بين الطرفين، وكان هذا الوقت قبل صلاة المغرب، وانتهى بعد صلاة العشاء، وقتل منا اثنان وجرح ثلاثة، حملت أحد الجرحى إلى قرية ياسك، والآن هو بصحة جيدة، لكن بترت يده، ثم بدأت أبحث عن ابني وأنا أبكي فلم أجده، فبقيت أبكي حتى جاء جاري، فسألته عن ابني هل تعرف شيئًا عنه؟ قال لا، وبعد أسبوعين وجدناه في بئر أمام بيتنا، حاولنا أن نخرجه ولكن كانت الفاجعة، كان مقطعًا فلم نستطع أن نخرج إلا رأسه قتلوه قتلهم الله.
ففيها في يوم الجمعة 6 صفر من هذه السنة 1420 هـ قام ثلاثة من الشباب تتراوح أعمارهم من 14 سنة إلى 15 عامًا في مدينة دمار إلى الجنوب من صنعاء في اليمن، فصادوا ثلاثة أشبال، ثم أشعلوا النار أمام أحد الكهوف لتضييق الخناق عليها، وكان أن خرجت النمور الصغار من الكهف فتمكن الشباب من