ثم دخلت سنة 1298 هـ

ففيها حدث اختلاف بين الإمام عبد الله بن فيصل وبين أهل المجمعة أدى ذلك الاختلاف إلى الحرب.

وفيها ولد الشيخ عمر بن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم شيخنا القاضي في مقاطعة القصيم وكان له إخوة أسن منه، فمنهم الشيخ الألمعي الذي افتخرت به أواخر هذه الأمة على أوائلها شيخنا عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليم، وكان قد انتهت إليه الفضائل ونال درجة القضاء بعد أبيه في القصيم، ومن إخوانهما عبد الرحمن بن محمد وصالح بن محمد وسليمان.

وممن توفى فيها من الأعيان الشيخ الإمام العالم الورع ذو العلم والإتقان القاضي محمد بن سلطان رحمه الله وعفا عنه، كان رحمه الله حبرًا نبيلًا، تولى قضاء بلد عرقة للإمام تركي وابنه فيصل، وأخذ العلم عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأخذ عن غيره من علماء هذه الدعوة حتى أنار الله قلبه بالتوحيد والإيمان والمعرفة، وجد ونافس حتى بلغ درجة المحققين، ولما توفى رثاه الشيخ سليمان بن سحمان بهذه القصيدة.

طار الكرى وفاض الدمع وانسجما ... من فادحٍ حادث بالناس قد دهما

وثلمة فرجت في الدين وانثلمت ... لا يستطيع أمرؤ سدا لما انثلما

بعالمٍ عام في بحر العلوم فلم ... يترك لمنتقدٍ قولًا ولا كلما

وفاضلٍ حمدت في الناس سيرته ... بالحلم فاق على أقرانه فسما

قد أقفرت وخلت منه الربوع فيا ... للعلم فأبكوا دمًا بل أخضلوا ديما

وابكوه وارثوه أن كنتم ذوو أخرن ... وذوا اكتئابٍ على فدحٍ بكم دهما

لله در إمامٍ زاهدٍ ورعٍ ... وعالم بنعوت العلم قد وسما

ومن فقيه غدى من فقهه علمًا ... ومنهلًا سلسبيلًا مفعمًا حكما

قد زانه الله بالتقوى وسربله ... وخصه الله من وحيه فاعتصما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015