وهذه ترجمته نأتي بنسبه وإلا فيأتي بقيتها في سني هذا التاريخ:
هو عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن مانع بن الحارث بن سعد بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن بكر بن وائل بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان فهذا نسب آل سعود، وقد اشتهروا بهذا الاسم وبآل مقرن حماة الدين والقائمين بإصلاحه، وأول من تولى الإمامة منهم محمد بن سعود لقيامه بنصرة الشيخ الكبير والعلم الشهير الشيخ محمد بن عبد الوهاب الداعي إلى دين الله تعالى، فلما قام محمد بن سعود بنصرته ومساعدته على قلة من المعاون والمساعد وكثرة من المعاند والمكايد صاح عليه الجو وقام عليه الأعداء من كل حدبٍ وصوب، ونشأت بينهم الحروب والمعاطب، وشمرت الحرب عن ساقها، وما زال محمد بن سعود يبتلى إلى أن جعل الله العاقبة له ولذريته من بعده فإن العاقبة للمتقين.
فلما مات محمد بن سعود قام بالأمر بعده ابنه عبد العزيز بن محمد وجمع بين الملك والعلم والدين، وقام لقتال الأعداء أتم قيام حتى أمن الله به العباد والبلاد، فلقد كان الرعية في زمنه إذا سافروا يجعلون أكياس الدراهم أطنابًا للخيام ولا يخشون عليها وتوفر الأمن في وقته شيئًا عظيمًا، فلما قتل وهو ساجد في صلاة العصر رحمة الله عليه قام بالأمر بعده سعود بن عبد العزيز الذي سمي سعود الكبير نجل عبد العزيز، وكان شبلًا شجاعًا من ذوي الحجى، وعلى غاية عظيمة في الحظ والتوفيق واتسعت في وقته رقعة الملك، فلما مات رحمه الله قام بالأمر بعده ابنه عبد الله بن سعود وكان ذا سيرة حسنة مقيمًا للشرائع ثبتًا في اللقاء ومصابرة الأعداء، سوى أنه تولى الإمامة وتركيا تضرم نيرانها للسعوديين فلم يساعده القدر، وكتب عليه البوار، وتسلط العثمانيون على أهل نجد فعاثت الدولة العثمانية في نجد فسادًا حتى وصلوا إلى الدرعية، وبعد حروب ووقعات شديدة احتلتها ونكلت بأهل نجد وأخذت الإمام عبد الله بن سعود وسيرته إلى مصر، فهلك هناك بالشنق، رحمة الله على روحه.