والده في السفر للعراق وفلسطين، ولما أن قلت مصالح الأسفار فوق ظهور الإبل بالرغم من المشاق التي يعانيها المسافرون إذ ذاك لزم هو والده مدينة بريدة ببيت حوالي جامع بريدة الكبير، ولهم ضيعة على مسافة قريبة في جنوبي البلد، تحتوي على النخيل والأشجار مستخدمين الإبل ثم المكائن المائية، ثم كان مراقبًا في معهد إعداد المعلمين حينما كان المدير ابن عمه، وألقى عصا التسيار ثم اكتفى بما يحصل من تقويم ممتلكاتهم حينما وقع الهدم عليها، ووفق في آخر عمره برزق رغد براحة، وكان له أخٌ يسمى عمر بن سليمان، ولهم بنون وأحفاد، فالله المستعان.

وممن توفى فيها عبد الرحمن بن سلمان بن سحمان كان رحمه الله رجلًا متعففًا قنوعًا بما آتاه الله من الرزق، ومن سكان مدينة الرياض محافظًا على الصلوات الخمس، ومنشأه القصيم في مدينة بريدة، وله قرابة وذا صلة بقرابته.

حادثة غريبة

كان أحد أمراء البادية يسير فأصيب بحادث سيارة فذهب به إلى أحد المستشفيات في بريدة، وجعل في غرفة الإنعاش لأن الحادث شديد، فجاء ابنه إلى المستشفى وطلب رؤية أبيه، فنصح له الأطباء بعدم رؤيته وأن يتأخر قليلًا حتى يمنّ الله على أبيه بالشفاء، غير أنه أكد في أن يراه، فلما رأى والده في ثياب العلاج وحال غيبوبة، خرج الابن وكان في سلك الأمن منفعلًا, فما رأى يقود السيارة منكدًا مهمومًا فاختل التوازن فأصيبت السيارة بحادث وهلك في لحظة رحمه الله تعالى، فهذا الابن قد جاء يسعى إلى رؤية والده المصاب، ولعل أن يلقَ على والده آخر رؤية قبل أن يرحل من الدنيا، فكان حتف الابن بتلك الزيارة، وهلك قبل والده.

قد ذكرنا السنة الماضية وفاة الأستاذ عبد الله بن إبراهيم بن سليم، ولما أن كان بعد وفاته بسنة تقريبًا ظهر المتحذلق يزعم أنه من زملائه، ووصفه بأنه ذو بضاعة من العلم مزجاة، ولم يكن لديه سوى بصيص ضئيل من العلم، وكأنه لما توفاه الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015