التوسعة، فالله أعلم بمن وجده، غير أنها أصبحت آثاره موجودة في الحائط، وقد تضيع أموال بهذه الصفة في الحيطان يضعها أصحابها في مواضع لحفظها من السرقة فيموت أصحابها وتغمر آثارها كما هلك إنسان بحادث سيارة، وبعد ما خلصوا من دفنه كانت عائلته في البحث عن نقود بين يديه حتى اهتدوا إلى سؤال زوجته، فجاءت بفاس ووقعت علامة بيضاء في الحائط، فحفروها فوجدوا فيها أربعة وعشرين ألفًا، ثم ذهبت بهم إلى موضع آخر معلمةً بعلامة وقالت احفروه، فوجدوا في ذلك المخبأ سبعة آلاف، وكان لم يخبر بها سوى زوجته، وقد تضيق حيلة الإنسان بحاله إذا لم يكن له عقب، ولا يرثه إلا الكلالة، كما ذكر الحافظ ابن الجوزي رحمه الله أن عجوزًا لما كانت في سكرات الموت جعلت تبتلع دنانير لها فعلمت بها صبية، وأخبرت بخبرها، فلما توفيت قاموا بكسر عظامها بعد موتها بشهر فوجدوا الدنانير فيها قال: وكان رجل ليس له وارث قريب، فلما كان في مرض الموت جعلها في طين وعلقها لبنًا ثم أوصى بأن يجعل اللبن في سقف لحده، وقال إني أخذت ترابًا من المسجد فجعلته لبنًا تبركًا في تراب المسجد، فلما بنوا اللحد بقيت سنة فجعلوها إحدى الفضائل للقبر، فلما ضربها السيل تفككت عن دنانيرها فأخرجوا اللبن وكسروه فوجدوه مملوءًا بالدنانير، نسأل الله العافية.
لما كان في 19/ 1 من هذه السنة أصيبت أمريكا بفيضانات عظيمة هلكت ودمرت وأحدثت أضرارًا عظيمة، بحيث قال الخبراء أنها لم يأتِ مثلها منذ خمسمائة سنة، والله على كل شيء قدير.
وفيها في صباح اليوم الثالث عشر من صفر أصيبت السودان بزلزال شديد شمال العاصمة الخرطوم فأهلكت هذه الهزة أنفسًا بشرية، وهدت بيوتًا ودمرت شيئًا من الشبكة الكهربائية، أصيبوا بأضرار فادحة فأصبحت تلك الهزة بلاء على