هجوم على الكويت

ففيها في ليلة الخميس حادي عشر محرم زحفت العراق وهجمت بدباباتها ومدافعها على الكويت، فاستولت عليها بالقوة من دون سابق إنذار وأعلنوا أنهم جاءوا لنصرة الأمير جابر الأحمد الذي عزم شعبه على خلعه متظاهرين بهذا الكذب، وذلك وقت طلوع الفجر، وكانوا يريدون القبض على الأمير، غير أنه سبقهم النذير إليه فالتجأ الصباح إلى السعودية ثم أغلقت الكويت وعاثت الجنود فيها فسادًا، وانقطعت المواصلات بينها وبين الأمة فلم يبقَ إلا إذاعة في سيارة جعلت تستغيث حتى خمدت، ولما أقبلت المدافع ذوات الجنزير جعلت تضرب مصوبةً إلى الكويت ثم استولت تلك الجنود الراجفة على القصر الملكي والدوائر الحكومية، وتمركزت فيها بعد ما دافع أخو الأمير فهد بن أحمد ثم قتل وفرَّ من استطاع الفرار، ولما أن جرت هذه القارعة جاءت حاملات الطائرات الأمريكية متحركة لصد هذا الاعتداء، ولكنها ذكرت أنها لا تتدخل عسكريًا في الموضوع، وهذه حالة يؤسف لها، وقد طلب بعض ذوي الآراء أن لا يجري قتال أو أي حركة حتى تعالج الموقف بطريقة سلمية ما دام أن في القوس منزعًا، ولا ريب أن هذه الكارثة شنيعة جدًا، وقامت الإذاعات تنشر هذه الواقعة، وطلب الرئيس السوري حافظ الأسد عقد مجلس قمة لهذه المهمة، وكانت الأخبار منصرفة طوال اليوم في هذا الحدث الذي غير وجه التاريخ, وقامت الجامعة العربية توالي اهتمامها في الموضوع، وأكدت الكويت محتجة على العرب أنها لا تزال في القيام مع العرب ضد كل ثائر عليها، وأنه لا يمكن تصور هذا العمل الإجرامي دون صدى هذه الحادثة الغريبة والكارثة العجيبة في جميع أقطار العالم مستنكرين لذلك، وقد عقد مجلس في القاهرة حضره مندوبون من جهة الحكومات العربية، وحصلت مقاومة في الكويت، وقتل أخو أمير الكويت لما قام لصد الهجوم على قصر دسمان في الكويت وارتفعت أسعار النفط إلى ثلاثة وعشرين دولارًا، وقد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015