تنازل عنها لأخيه عبد الله ذلك لأنه الأكبر وأقدم في الولاية، وقد ندم على ما سلف منه من جر العساكر إلى نجد.

ولما تنازل عبد الرحمن وحصلت بينه وبين أبناء أخيه سعود منافرةً، خرج من الرياض وقدم على أخيه عبد الله بن فيصل وهو إذ ذاك في بادية عتيبة، فلما قدم عليه أكرمه إكرامًا عظيمًا وقدره تقديرًا بالغًا، وأخذ عبد الله في جمع الجنود من البادية والحاضرة وجمع جموعًا ثم توجه بها إلى قتال أبناء أخيه في الرياض الثائرين، وكانوا قد انسحبوا من الرياض إلى الخرج وأقاموا فيها.

ولما نزل الإمام عبد الله بساحة أهل الرياض أمر الشيخ عبد اللطيف على محمد بن فيصل أن يظهر إلى أخيه فيأتي بأمان لأهل البلد وسعى الشيخ في فتح الباب لعبد الله واجتهد، ثم إنه خرج الشيخ للسلام عليه وتلقيه.

وإذا أهل الفرع وجهلة البوادي ومن معهم من المنافقين يستأذنوه في نهب النخيل والأموال، ووجد معه بعض التغير والعبوس فكلمه الشيخ فأظهر له الكرامة ولين الجانب، ومن عامل الله فما فقد شيئًا، ومن ضيع الله ما وجد شيئًا وزال عنه بعض ما يجده من الانقباض، وزعم أن الناس قالوا ونقلوا وبئس مطية الرجل زعموا، ثم أظهر التوبة والاستغفار والندم بين يدي الشيخ الإمام والجهبذ الهمام، وبايعه الشيخ على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتتابع الناس في البيعة.

ثم دخل عبد الله بن فيصل بلد الرياض واستقر فيها، ثم قدم عليه رؤساء البلدان وبايعوه على السمع والطاعة، وكان جديرًا أن يقال صفى الجو لعبد الله بن فيصل فاصبح أخواه محمد وعبد الرحمن مطيعين له منقادين، وهلك سعود الذي كان لا يدعه يستريح، ولكن ماذا يصنع بأبناء سعود الذين ظلوا في الحياد عاصين متمردين يحرضون القبائل عليه، وهناك أيضًا غيوم أخرى أخذت تتلبد في الأفق الشمالي لها رعود وبروق.

وفيها قام أمير بريدة حسن بن مهنا فقبض على عبد المحسن بن مدلج وابنيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015