الرأي أن لا يتأمر لعلمهم أن سيحدث نزاع بينه وبين آل أبي عليان، بل يكون من زعماء البلد فإنه أرفع لشأنه وأحسن لمستقبله لأن الرأس مستهدف للآفات، فلم يصغ وصمم على مراده.

فأما شجاعته فكانت الأمة تضرب الأمثال باتعابه للخيل إذا ركبها فإذا ما استهزلوا دابة قالوا هذه قد ركبها مهنا، وله معاملة في التجارة للفلاحين فكان يقول لوكيله لا تعامل من يكون أقوى منا، فقال له الوكيل مرة ومن أقوى من الأمير، فأجاب قائلًا أقوى منه الفقير إذا ادعى العسرة فإنه يجب أنظاره، وكان يعطي أهل الشرق عشرهم اثني عشر ويعطي أهل الغرب عشرهم أحد عشر فاشتكى إليه الشرقيون قائلين ما بالنا نغلب في المعاملة، فهل يساوي بيننا، فقال لا يستوي من إذا دخل المدينة فالشمس في وجهه وإذا خرج فكذلك في وجهه يشير إلى أن الفلاح يدخل من أول النهار ويخرج من آخره ويلاقي الغربيون معاناة الشمس عكس الشرقيين، فإنها إذا لوحت وجوههم تنقمع أبصارهم وتسود ألوانهم.

ولما مات خلف من البنين أربعة مشهورين، وهؤلاء الأمير حسن ومحمد وصالح وعبد الله.

وفيها قتل فهد بن صنيتان، وصنيتان لقب على عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن.

وكان قتله يوم الجمعة في جامع الرياض، قتله محمد بن سعود بن فيصل رحمه الله تعالى، وكان لما أهوى عليه محمد بالسيف اتقاها بعمود من عمد المسجد فجعل يدور عليه حتى قتله، فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

ولما قتل فهد هذا وخرج ابن جلوي من البلد، قام الشيخ عبد اللطيف مقدمًا على محاولة الإمام عبد الله في تركه الولاية لأخيه، وأشار عليه وكرر طلبه في ذلك وألح عليه فأجاب إلى ذلك حقنا لدماء المسلمين، هذا وأولاد أخيه سعود معه، فلما علموا بذلك انقلبوا على عبد الرحمن ووقع الصلح على أن عبد الرحمن بن فيصل قد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015