وكانت الخسارة باغتيال مفتي بيروت عظيمة، وكانت هذه الأيادي الآثمة أودت بحياة صاحب الفضيلة في بيروت سماحة مفتي بيروت الشيخ حسن خالد بعد أن عجزت كل حراب الحرب وكل المقريات والتهديدات عن أن تثنيه عن موقفه الإنساني، ولما أن جرت هذه الحادثة تأثر لها زعماء العرب وغيرت وجه التاريخ، وقال عنها نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي صباح الأحمد أن الجناة هم الذين عاثوا بلبنان طوال أعوام الأزمة، وقال عنها الحسين بن طلال أنها أيدٍ أثيمة لا تتقي الله دبرت الجريمة، وقال عنها حافظ الأسد أرادوا باغتياله اغتيال السعي المخلص للحل.

أما الرياض فهي تشجب وتستنكر وتطالب بكشف الجناة الذين اغتالوا الشيخ حسن خالد، وكانت سيارة المفتي لما جرى هذا الحادث طارت في الهواء من قوة الانفجار فارتطمت بحائط مسلح، وبعث الملك حسين برسالة تعزية إلى رئيس الحكومة اللبنانية بالنيابة سليم الحص وجاءت التعازي لتقديمها في مسجد عائشة بكار، وذكر عن الفقيد أنه مفتي الجمهورية اللبنانية ومرجع المسلمين في لبنان في كافة أمورهم وشئونهم الدينية والاجتماعية وممثلهم بهذه الصفة لدى السلطات الرسمية في لبنان وخارج لبنان، فهو رئيس مجلس القضاء الشرعي الأعلى ومرجع جميع الموظفين.

وهذه ترجمته: هو العالم السياسي في الجمهورية اللبنانية، ولد في بيروت وتابع دراسته الأولى في مدارس المقاصد الإسلامية في بيروت ودراسته الثانوية في الكلية الشرعية في بيروت، وفي عام (1946 م) تخرج من كلية أصول الدين بالأزهر في القاهرة وكان جامع الأزهر إذ ذاك وما حوالي تلك السنة مدرسة شريفة ينتابها طلاب العلم، وعُيّن على إثر ذلك أستاذًا في الكلية الشرعية في بيروت، لمادتي المنطق والتوحيد، ثم نقل إلى المحكمة الشرعية الإسلامية، وفي عام (1954 م) عين نائب قاضي بيروت الشرعي، ثم في عام (1957 م) عُين قاضيًا شرعيًا لقضاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015