طفلان صغيران فأعطاه عشرة آلاف روبية أفغانية كمساعدة عاجلة وقام الرحالة بعمل كفالات لأبناء المجاهدين وصحبه الأب العجوز إلى أسرة مجاهد ثالث استشهد وترك أطفالًا بلا مأوى قال فذهبت معه لمساعدتهم ثم ذهب يمشي في طرق ذات منحنيات وصخور ومرتفعات (15) يومًا على قدميه لم يركب سيارة.
وذكر أنه أعطى كفالات لمائة يتيم وخمسة أيتام وجدهم داخل ثماني عشرة قرية.
قال ووجدت سبع قرى ليس بها سكان على الإطلاق قد حولها الشيوعيون إلى خرابات وواصل رحلته إلى وادي قاصدًا قرية نزل عليها الشيوعيون أطلق عليها المجاهدون اسم قرية الشهداء وذكر أيتامًا عاينهم يأكلون أوراق الشجر من الجوع وقد ذكر ما جرى عليه من الطرق الجبلية والصخور الضخمة التي تصطدم بها سيارته الضعيفة وتكاد تهوي به إلى أسفل المرتفعات ووافق لذلك أمطار مستمرة تجعل شلالات الماء تتدفق عليه وعلى سيارته وربما غرزت حتى بلغت المياه إلى محركها.
قال ولما حملت السيارة بالشاحنة كان معي بالطبع سائق الشاحنة وكان يردد الشهادتين طوال الطريق إلى قندهار وكنت أسمعه يتمتم بدعوات تبينت منها أنه يدعو ربه أن يتولى أبناءه القُصَّر الذين سيصبحوا يتاما بفقده وقلت له ربك لا ينسى أحدًا، إنني أجتاز هذه المصاعب لأبحث عن اليتامى إلى آخر ما رواه من الأهوال التي صدرت من الشيوعيين مما تستك له الأسماع وتنفر منه الطباع وتبعث أوجاع القلوب وتهيج الأحزان والكروب فلا حول ولا قوة إلا بعلام الغيوب.
لما كان في 16 مايو الموافق 11/ 10 من السنة الماضية انفجرت سيارة ملغومة هز لها بيروت وتحطمت زجاج منزل الحص كان ضحيتها واحد وعشرون شهيدًا من بينهم مفتي لبنان وسقوط مائة جريح.