أن يجهزوا غزوهم معه، فسار محمد إليها ومعه عدة رجال من الخدم وعتيبة وأقام في شقراء مدة أيام، ثم سار منها يغزو واستجابوا له وأطاعوا من أهل الوشم، فتوجه إلى ثرمدا، وكان أخوه الإمام عبد الرحمن بن فيصل لما جاءه الخبر بوصوله إلى بلد شقراء قد خرج من الرياض ومعه جنود كثيرة من أهل الرياض والخرج والجنوب والعجمان ومعه الدويش ومن معه من مطير وسبيع، ومن ضمن اتباعه أولاد أخيه سعود بن فيصل، فزحف بهذه الجنود وتوجه إلى الوشم فالتقى بمحمد بن فيصل ومن معه في ثرمدا فحصرهم الإمام وحصل بينه وبين أهل ثرمدا ومحمد بن فيصل قتال شديد، قتل فيه من أهل ثرمدا ثمانية رجال ومن العجمان خمسة، ثم إنهم تصالحوا على أن محمد بن فيصل يخرج إليهم ويدفعون إليه ركائب أصحابه وسلاحهم، فلما خرج محمد قبضوا عليه وهرب من معه من الجنود، ثم إن الإمام عبد الرحمن وأبناء أخيه ومن معهم من الجنود حاصروا شقراء فأعياهم أمرها فارتحلوا عنها وفر الأمير محمد بن فيصل إلى الرياض فدخلها ومن معه، ثم أن عبد الله بن فيصل حاول الرجوع إلى الرياض لكنه هاب أخاه عبد الرحمن لما معه من كثرة الجنود.

ولما سار الإمام عبد الرحمن بجنوده توجهوا إلى الدوادمي، ولما أن وصلوا إليه وإذا مصلط بن ربيعان ومحمد بن هندي بن حميد وهذال بن فهيد الشيباني ومن معهم من قبائل عتيبة قد أقبلوا يريدون النزول على بلد الدوادمي، فوقع بين الفريقين قتال شديد وكانت الغلبة لعتيبة، فرجع الإمام عبد الرحمن بن فيصل إلى الرياض.

ثم إنها وقعت الشحناء بين آل مقرن كل يرى أنه أولى بالولاية وله الأولية، فأصبح المسلمون يتوقعون كل يوم فتنة، وإنما قدموا عبد الرحمن بعد وفاة أخيه سعود خوفًا من عتاة الأعراب والغزاة الذين قدموا إلى الرياض، وقد حدثتهم أنفسهم بنهبها، فبايعوا الإمام عبد الرحمن لغيبة أخيه عبد الله، وتعذر مكاتبته، ومن ذكره إذ ذاك يخشى على نفسه وماله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015