وهذه ترجمته رحمة الله عليه:

هو العاهل المقدام والأسد الضرغام وسلالة الأمجاد والكرام سعود بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود آل مقرن، كان شجاعًا ومشهورًا بالجراءة والإقدام، قد ظهرت فيه علامات السيادة وهو قد التف في مهاده، وكان له كرم عظيم وبذل وعطايا كثيرة حتى اشتهر جوده واعتلى صيته، وقد ساعده التقدير، مع ماله من الهمة العلياء والأمر الخطير، والقدر السامي والشأن الكبير، فلما رآه والده أهلًا للرئاسة استعمله أميرًا في ناحية الخرج وكان مقرونًا به الظفر، وله سبق في الفضل، غير أنه قام ينازع أخاه الإمام عبد الله الملك، فحصل بسبب ذلك محن على أهل الإسلام وفتن كبيرة على الآنام، وهذا يعد من سيئاته والله يغفر له، فأنتج خلافه ومنازعته فتنًا مظلمة وحوادث مدلهمة، وكان أمر الله قدرًا مقدورا، ولولا ما يسره الله من قيام الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن وسعيه في تسكين بعض الحوادث الثائرة بحسب جهده وطاقته، مع أنه لا يستطيع وليس في إمكانه قطع مواد الشر من أصله لعدم سلطانه وقلة معاضديه وأعوانه، لكان الأمر أدهى مما وقع وأجسم مما حصل، ولكنه ما زال يدأب في قمع الفساد ويبث نصائحه في العباد حتى رمم بعض ما تفتق، وهذه الدنيا جعل الله صاحبها يعيش في كيد ويفشوا بين أهلها النكد والحسد، أضف إلى ذلك ما إذا كان للإنسان أعوان لا يساعدونه على فعل الخير مع ما بلى به العبد من الهوى والنفس والإمارة بالسوء، وتسويل الشيطان وغرور الدنيا، كما جرى ذلك في القرون السالفة والله ولي التوفيق.

ولما توفى قام بالأمر من بعده أخوه الإمام عبد الرحمن بن فيصل وكان عبد الله بن فيصل إذ ذاك هو وأخوه محمد بن فيصل مع بادية عتيبة.

ثم دخلت سنة 1292 هـ

ففيها أمر عبد الله بن فيصل على أخيه محمد بن فيصل أن يسير إلى شقراء، وكتب معه بكتاب إلى رؤساء أهلها، وكتب أخرى على رؤساء بلد الوشم يأمرهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015