ذلك، فإنه لا يكاد يؤكل ترفعًا عنه، ولما حدث من الرفاهية في أكثر الخلق والترف والمدنية التي اكتسبوها من البلدان الأخرى، وقد كان الودك فيما مضى مادة للسرج والمصابيح وإدامًا للطعام فأصبح في هذا الزمان معطل المنفعة.
كما أن شجر الإثل الذي كان فيما مضى سقوفًا للبيوت وأبوابًا ووقودًا قد استبدل الناس عنه الغاز وقودًا والحديد والإسمنت سقوفًا وأصبحت الأبواب من الحديد فلا تجد أهل بيت في المدر أو الشعر إلا ووقودها من الغاز، وتجد البادية فضلًا عن الحاضرة يتسصبحون بالأنوار الكهربائية ويستغلون مادة الكهرباء للمنافع الأخرى من تبريد وتسخين وتغسيل وغير ذلك من الطبخ والطحن وتسخير الهاتف للمكالمات القريبة والبعيدة وغير ذلك مما توفر لديهم من المستحدثات الحديثة وأصبح من في مشارق الأرض يكلم من في مغاربها وقد يجلس الإنسان في رفائف سيارته مستصحبًا للهاتف السيار فلا يفوته شيء من أن يكلمه كائنًا من كان وتأتيه المكالمات وهو يسير في السيارة وإنها لعبرة وآية من الآيات، وهذا من أحدث ما توصلوا إليه، ومن عاش فسوف يرى.
وفيها في 30/ 3 فرغ من عمارة مسجد القبلتين في المدينة المنورة، وكان قد مضى عليه سنون طويلة مقامًا من عمارة تركيا، فأقيم في هذه السنة من طابقين وأضيفت إليها زيادات أخرى فكان الطابق الأسفل دورات مياه رجالية ونسائية، وما يحتاج المسجد إليه، والطابق الثاني أقيم عليه المسجد بعمارة حسنة جميلة على يدي جلالة الملك فهد بن عبد العزيز وخدم المسجد بفراشين وخدم تظهر المسجد بمظهر رائع.
كان في مدينة الرياض فتاة قد تلبسها جني يسبب لها حالات من الصرع كادت أن تقضي عليها فأعلن إسلامه على يد الشيخ عبد الله بن مشرف العمري، وكان قد عجز عن علاجها عدد كبير من الأطباء، ولما جيء بها إلى عبد الله العمري قرأ